قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن إسرائيل عرضت المساعدة على الجيش اللبناني في أربع مناسبات مختلفة، كان آخرها الأسبوع الماضي، وذلك عبر توجُّه قام به مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي من خلال قائد قوة الطوارئ الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في لبنان [اليونيفيل].
وأضاف غانتس، في سياق خطاب مُسجّل تم عرضه أمام المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي المنعقد في جامعة تل أبيب أمس (الأربعاء): "للأسف أصبح لبنان أشبه بجزيرة من عدم الاستقرار، والمواطنون اللبنانيون ليسوا أعداءنا، ولذا عرضت هذا العام تقديم المساعدة إلى لبنان 4 مرات، بما في ذلك الأسبوع الماضي عبر التوجُّه إلى قائد قوات اليونيفيل. إننا بشكل مُحدّد نودّ مساعدة الجيش اللبناني الذي يعاني نقصاً في الإمدادات الأساسية، وفقد أكثر من 5000 جندي ترك صفوف الجيش مؤخراً، وذلك في مواجهة تصاعُد قوة حزب الله، بدعم مباشر من إيران".
وتطرّق غانتس إلى آخر تطورات الأوضاع في سورية، فقال: "إننا نتابع الوضع في سورية عن كثب، ونرحب بتجدُّد العلاقات بين سورية والأردن ودول معتدلة أُخرى في المنطقة، وسنواصل منع التموضع الإيراني داخل الأراضي السورية. إن تحقيق الاستقرار هو مصلحة عليا للشعب السوري والنظام السوري، بما في ذلك إخراج القوات الإيرانية من أراضيها والسماح للبلد بالتعافي".
كما تطرّق وزير الدفاع إلى إيران، فقال: "حتى في ظل المفاوضات الجارية في فيينا، أنا واثق بأن الولايات المتحدة ستواصل العمل لوقف المشروع النووي الإيراني، من منظور الحفاظ على الأمن العالمي والاستقرار الإقليمي. إن جيشينا وأنظمتنا الدفاعية على اتصال دائم، بل إنهما يعززان التعاون العملاني للوقوف في مقابل احتمال تحقيق اختراق إيراني في اتجاه التحوّل إلى قوة نووية خلال الفترة القليلة المقبلة".
وأشار غانتس إلى أن إسرائيل عززت تعاونها الإقليمي مع عدد من دول منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة، وقال: "لقد حوّلنا ‘اتفاقيات أبراهام‘ [اتفاقيات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول الخليجية والعربية] من مجرد وثيقة إعلان نيات، إلى واقع للتعاون الاقتصادي والأمني. وهذه الإجراءات تعزّز استقرار المنطقة، وتؤدي إلى نشوء جبهة معتدلة تشارك فيها أيضاً الدول التي ستنضج الاتفاقيات معها في وقت لاحق. وسيكون لدينا هذا العام العديد من الفرص لتعزيز هذه العلاقات والمصالح الأمنية لإسرائيل. هذه هي الحال مع الدول الأوروبية التي تساعد كثيراً في جهود احتواء إيران، وكذلك مع دول أُخرى في الخليج، ومع تركيا؛ وكل هذا يتم من منظور رصين، ووفقاً للمصالح المشتركة، وسوياً، مع الحفاظ على تحالفنا العميق والمهم مع اليونان وقبرص".
وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، قال غانتس إن الحكومة الإسرائيلية قررت تعزيز العلاقات مع السلطة الفلسطينية وإضعاف حركة "حماس"، مشيراً إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد بلورة خطوات إضافية بالتنسيق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بهدف الحفاظ على المصالح الاقتصادية المشتركة للطرفين أولاً وقبل أي شيء.
وأكد غانتس أن إسرائيل تعمل من أجل ضمان هدوء طويل المدى في منطقة الحدود مع قطاع غزة، كما تبذل جهوداً من أجل استعادة جثتيْ الجنديين والمفقودين الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس"، بالإضافة إلى تطبيق سياسة مدنية مُحافظة وتسهيلات من شأنها التسبب بخسائر لحركة "حماس".
وكان غانتس وصل في وقت سابق أمس إلى المنامة في أول زيارة رسمية معلنة لوزير دفاع إسرائيلي إلى مملكة البحرين.
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أن زيارة غانتس ستشمل توقيع مذكرة تفاهُم لتعزيز التعاون العسكري والأمني بين إسرائيل والبحرين.
ووفقاً للبيان، ستضع هذه الوثيقة إطاراً متيناً للتعاون الأمني يضفي طابعاً رسمياً على العلاقات الدفاعية بين البلدين، وهو ما يسمح بزيادة التعاون في مختلف المجالات، كما أنها ستشمل عدداً من اتفاقيات الأسلحة والمبيعات الأُخرى المتعلقة بالدفاع.
وأشار البيان إلى أن هذه الصفقات الدفاعية مع البحرين تأتي في ظل استمرار التوترات مع إيران وبينما يشارك سلاح البحر الإسرائيلي في تدريبات بحرية واسعة النطاق بقيادة القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس المتمركز في البحرين.
من ناحية أُخرى، أكد رئيس القسم السياسي – الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية زوهر بالتي، في سياق إحاطة قدمها للصحافيين خلال وجوده مع غانتس في البحرين مساء أمس، أن العلاقة بالولايات المتحدة تُعتبر الأهم بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وشدّد على أنه لا بديل منها، وستبقى هكذا.
وأضاف بالتي: "إن الولايات المتحدة لم تقلص قواتها في المنطقة، ولديها عشرات آلاف الجنود هنا، بالإضافة إلى آلاف الجنود في البحرين وقطر والإمارات والسعودية والكويت، كما أنه ما زال لديها طائرات حربية وبوارج وأنظمة دفاع وغيرها من الوسائل المهمة. وهذا يعني أن الولايات المتحدة لا تزال حاضرة ومؤثرة بصورة كبيرة في المنطقة".
وأكد بالتي أن العلاقات العلنية لإسرائيل في الشؤون الأمنية مع كلٍّ من الأردن والبحرين والمغرب هي غير مسبوقة.