هل بإمكان إسرائيل أن تصبح مزوّدة أوروبا بالغاز؟
تاريخ المقال
المصدر
The Jerusalem Post
صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.
- بينما تتصاعد التوترات بشأن الحرب الأوكرانية والتي أدت إلى مناقشات بشأن بدائل الغاز الروسي، في إمكان إسرائيل القيام بخطوات كي تطرح نفسها كمصدّر مركزي للغاز في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن إسرائيل تقوم فعلاً بتصدير الغاز إلى مصر والأردن، فإنها تستطيع، إذا أحسنت استخدام أوراقها السياسية أن تصبح مصدراً للغاز في أوروبا أيضاً. وقال الدكتور ألكسندر كومان، العضو في كلية الإدارة في جامعة تل أبيب إنّ "أوروبا أصيبت بالهستيريا لأن مصيرها الآن في أيدي بوتين"، وتابع: "فكرة أن بوتين يجلس الآن ويده على الصنبور وبإمكانه، متى شاء، أن يفتح أو يغلق إمدادات الغاز إلى أوروبا هو سيناريو رهيب بالنسبة إليهم".
- ومع ذلك فهي فرصة رائعة أمام إسرائيل: فأوروبا، في وضعها الحالي، ستحاول جاهدة إيجاد مصادر بديلة لحاجاتها من الوقود. ويشرح كومان أن "إحدى الطرق هي إنشاء خط أنابيب بديل يجر الغاز - أو ربما الكهرباء - من مصر وإسرائيل و[ربما] من المملكة العربية السعودية إلى أوروبا عبر قبرص"، في إشارة إلى خط أنابيب (EastMed) وهو مشروع مخطط له يربط مباشرة موارد الطاقة الطبيعية في شرق البحر الأبيض المتوسط بأوروبا الكبرى. وقد تم ترسيمه في سنة 2013 وكان من المقرر أن يوضع في قيد الاستخدام سنة 2025 بعد موافقة إسرائيل على الخطة في 2020. لكن تنفيذ الخطة توقف بعد أن تخلّت إدارة بايدن عن دعم المشروع في الشهر الماضي.
- وقد انتقد النائبان الأميركيان غوس بيليراكيس (جمهوري من فلوريدا) ونيكول ماليوتاكيس (جمهورية من نيويورك) هذا التغيير بشدة في السياسة الأميركية، واعتبرا أنه زاد من اعتماد أوروبا على صادرات الغاز الروسية. وفي رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي قال النائبان إن: "إعلان بايدن في أيار/مايو الماضي تعليق العقوبات على خط الأنابيب الروسي واستمرار حربه ضد العقوبات يظهران تفضيلاً واضحاً لروسيا على حلفائنا".
- في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا، قد تكون هناك فرصة لإعادة النظر في فرص خط أنابيب إيست ميد، على الرغم من أن هذا يمكن أن يتوقف على استعداد الولايات المتحدة للتراجع عن انسحابها، وعلى مدى تقدم أوروبا في مجال الطاقة المتجددة.
- وفي تغريدة له، حث عضو الكنيست من حزب الليكود، يوفال شتاينتس، الحكومة على تعزيز بناء خط الأنابيب، وقال: "في هذا الوقت الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم، ونقصاً حاداً في الغاز الطبيعي في أوروبا، من المهم جداً أن نعزّز قدرة إسرائيل على تصدير الغاز مباشرة إلى أوروبا عبر خط الأنابيب الذي يعبر البحر المتوسط".
- من ناحيتها، أعلنت ألمانيا، وهي أكبر مستورد للغاز الروسي، خطوات لتقليل اعتمادها على روسيا بما في ذلك بناء محطتين للغاز الطبيعي السائل. كما أوقفت أيضاً مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 على بحر البلطيق الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار، والذي من شأنه أن يضاعف بشكل فعال قدرة روسيا التصديرية بفضل خط أنابيب نورد ستريم. وقال المستشار الألماني أولف شولتز يوم الأحد: "يجب علينا تغيير المسار للتغلب على اعتمادنا على الواردات من موردي الطاقة الأفراد".
- إن علاقة إسرائيل بالغاز الطبيعي قد تطورت إلى حد كبير على مدار الأعوام الخمسة عشرة الماضية: فحتى سنة 2012، كان إسرائيل تستورد غازها من مصر، لكن الاكتشافات التدريجية لاحتياطيات أكبر من الغاز الطبيعي في مياه إسرائيل قادت البلاد إلى وضعها الحالي كمنتج مكتف ذاتياً للغاز وكمصدّر له.
- حالياً، تأتي إمدادات الغاز الإسرائيلية بشكل أساسي من حقلين أساسيين للغاز الطبيعي قبالة الساحل الغربي للبلاد: حقل تمار، الذي يحتوي على نحو 10.8 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وحقل ليفيثان، الذي يحتوي على 22 تريليون قدم مكعب - وهو يكفي بقاء البلاد على مستواها الحالي من الإنفاق على الغاز لعقود.
- هذا الفائض فتح الفرصة لبدء تصدير الغاز إلى الدول المجاورة مثل الأردن ومصر، فبدأت إسرائيل توريد الغاز الطبيعي إلى الأردن في سنة 2017 بعد توقيع الأردن عقداً بقيمة 10 مليارات دولار لصفقة توريد مليار على مدة 15 عاماً، وبدأت تصدير الغاز إلى مصر منذ سنة 2016، ومن المتوقع أن تزيد كمية الصادرات بشكل كبير في سنة 2022.