يجب تشكيل لجنة تحقيق في قضية الطنطورة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- الجدل المستجد في قضية الطنطورة يحاول إصلاح ظلم تاريخي تضم لائحة المسؤولين عنه محاكم ومؤرخين ومحاربين قدامى.
- كل هؤلاء انضموا قبل نحو ربع قرن إلى جهد مشترك لإسكات أي محاولة للبحث في جرائم حرب حدثت في أيار/مايو 1948، بالاستناد إلى شهادات المقاتلين والضحايا.
- البطل التراجيدي لهذه القصة هو تيدي كاتس، الذي جمع شهادات عندما كان طالباً في جامعة حيفا في التسعينيات، خلص من خلالها إلى أن المقاتلين اليهود ارتكبوا مجزرة جماعية ضد مدنيين، ودفنوهم في مقبرة جماعية. لقد قام كاتس بعمل يقوم به قلائل من طلاب الماجستير، وهو أنه لم يكتفِ بالبحث النظري الموجود في الكتب، بل ذهب والتقى آخر الشهود على هذا الحدث التاريخي ووثّق ذكرياتهم.
- في أعقاب عمله الذي نال عليه تقديراً ممتازاً ونُشر في وسائل الإعلام، رفع المحاربون القدامى دعوى ضد كاتس بتهمة التشهير، فاضطر إلى التراجع عن استنتاجاته والاعتذار. وأُبطل عمله، وجرى تلطيخ اسمه، وأنه المسؤول عن "تلفيق اتهامات ضد اليهود". ومحاولاته الإعراب عن الندم لم تنفع.
- في فيلم "الطنطورة" قام آلون شوارتز بما رفضت المحكمة القيام به في ذلك الوقت. فقد استمع إلى تسجيلات المحاربين التي سجلها كاتس، والتقاهم كي يسمع كلامهم بنفسه. وكانت النتيجة تقشعر لها الأبدان، إذ كشفت افتراء لم يكن مقاتلو 1948 ضحاياه كما حاولوا الادعاء، بل الطالب الذي حاول كشف أفعالهم وجرى إسكاته.
- جزء من المحاربين القدامى اعترف بالفم الملآن بأنهم "قَتلة"، وأنهم "لم يأخذوا أسرى"، البعض الآخر تحدث بإسهاب أكبر. وقبل كل شيء، برزت مجدداً الشهادات بشأن المقبرة الجماعية التي حُفرت في المكان، والتي يمر بها المتنزهون اليوم وهم في طريقهم إلى البحر.
- عمل شوارتز المهم الذي يصحح الظلم الذي لحق بكاتس يمكن أن يؤدي إلى إصلاح ظلم تاريخي أخطر بكثير: توضيح معمّق لما جرى في الطنطورة. هل ما حدث هناك مجزرة جماعية، أم قتل عشوائي؟
- من أجل توضيح ذلك، يجب تشكيل لجنة تحقيق تتألف من مؤرخين وخبراء في علم الجريمة من العرب واليهود. ويجب على الطاقم مراجعة الأدلة والحفر في المنطقة للتأكد من وجود بقايا المقبرة الجماعية. ويجب أن يجري كل ذلك على الرغم من أن الشك في حدوث مجزرة يعتمد على شهادات شفوية فقط، ولم يُعثر حتى الآن على وثائق مكتوبة تؤكد ذلك.
- في مقابل التحقيق، يجب رفع يافطة في المكان، ليس فقط لإحياء ذكرى اليهود الذين قُتلوا، بل أيضاً سكان القرية العربية الذين دُفنوا هناك - سواء بعد إعدامهم بصورة منهجية، أم بعد قتلهم بصورة عشوائية.
الكلمات المفتاحية