واقع جديد في الخليج: الإمارات في مواجهة خطر الحرب
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • لقد كان هذا متوقعاً ولم يحدث فجأة؛ الإمارات تتعرض للنار وقد تجد نفسها متورطة في حرب خلال وقت قريب. فقد هاجمت طائرات من دون طيار أمس (الاثنين)، لأول مرة، عاصمة الإمارات أبو ظبي التي تعتبر من أغنى مدن الخليج الفارسي، وبالطبع يمكن أن تستهدف هذه الهجمات دبي أيضاً. قوات الحوثيين المدعومة من إيران نفذت تهديدها وضربت من على مسافة 1200 كيلومتر، ونجحت في إصابة شاحنات كانت موجودة على مسافة ليست بعيدة من القاعدة الضخمة لسلاح الجو الأميركي في الخليج.
  • عندما بدأ زعماء الإمارات محادثات مباشرة مع إيران من أجل خفض التوتر في منطقة الخليج الفارسي، كان ثمة في إسرائيل من أخطأ التقدير معتقداً أن هذا الأمر سيؤدي إلى برودة في العلاقات مع إسرائيل، إلاّ إن هذا لم يحدث. حتى إن السعودية التي تجري اتصالات مشابهة مع إيران لا تفعل ذلك على حساب العلاقات الصامتة مع إسرائيل. منذ سنوات تعاني السعودية جراء هجمات الحوثيين التي أصبحت روتينية، إذ يطلق الحوثيون الصواريخ حتى على العاصمة الرياض، ويهاجمون مطارات وقواعد عسكرية ـ كما شنوا عملية كبيرة ألحقت ضرراً كبيراً بأكبر منشأة للنفط في العالم في أبقيق، وقد اختار الرئيس ترامب عدم الرد عليها.
  • حتى الآن لم تتعرض الإمارات، التي تشارك منذ سنة 2015 في الهجوم السعودي ضد الحوثيين في اليمن، لضربات مباشرة على أراضيها. لكن حالياً تغير هذا الواقع بصورة مطلقة، فالحوثيون الذين كانوا حتى الآن قد اكتفوا بمضايقة السفن الإماراتية في البحر الأحمر، يعلنون بالفم الملآن أنه ما دام التدخل العسكري الإماراتي في القتال مستمراً فإنهم سيوجهون مسيّرات تحمل الصواريخ نحو الإمارات لزرع الذعر، ولدفع الأجانب إلى مغادرة هذه الدولة، وبالتالي التسبب بتباطؤ حركتها الاقتصادية. لا حاجة إلى التذكير بأن الحوثيين لا يحصلون على العتاد العسكري والاستشارة من إيران فحسب، بل أيضاً على تدريب من ضباط حزب الله.
  • الهجوم على أبو ظبي هو رد مباشر على النجاح الذي حققته "كتيبة العمالقة" التي تمولها الإمارات وتشرف عليها. وبعد أن سحب الإماراتيون القوات المحلية التي يشغلونها على ساحل البحر الأحمر، ركزوا جهدهم على ضربة مضادة مثيرة للإعجاب استهدفت الحوثيين في محافظة شبوه – البوابة إلى جنوب اليمن – وأفشلت العملية المستمرة التي يقوم بها الحوثيون، والتي تهدف إلى احتلال محافظة مأرب مع حقولها النفطية الكبيرة. وقد تكبد الحوثيون أكثر من عشرة آلاف قتيل في معارك الأسابيع الأخيرة هناك، لذا ليس غريباً أن يحاولوا ردع الإماراتيين عن مواصلة عملياتهم.
  • يبدو الآن أن هناك توزيع عمل بين السعودية والإمارات، على الرغم من الخلافات الكثيرة بينهما إزاء إدارة الحرب: سلاح الجو السعودي ضاعف، بل زاد ثلاثة أضعاف، هجماته ضد الحوثيين وبدأ بضرب قواعدهم في العاصمة صنعاء، والإماراتيون، من جهتهم، يتحركون مع قوات على الأرض في اتجاه الجنوب، كما يؤيدون، وهذا ليس سراً، انفصال محافظات الجنوب عن سائر أقسام الدولة، ويقدمون دعماً للانفصاليين المحليين. وقد يكون السعوديون فقدوا الأمل في إخضاع الحوثيين، وهم مستعدون لدعم هذه الفكرة.
  • إن خطر تمدد الحرب في اليمن إلى الإمارات يفرض على الولايات المتحدة الاعتراف بأن محاولاتها إجراء مفاوضات جدية مع الحوثيين قد فشلت فشلاً ذريعاً. لذلك يُطرح السؤال التالي: هل ستعلن إدارة بايدن الحوثيين كتنظيم إرهابي كما فعل ترامب؟
  • قد يسأل حكام الإمارات إسرائيل كيف يمكن أن تساعدهم في وقف المسيرات الهجومية، وعلى إسرائيل أن تدرك ما بات واضحاً: إنها مسألة وقت حتى يصبح لدى الحوثيين القدرة على الوصول أيضاً إلى الأراضي الإسرائيلية.