ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن اثنين من أفراد الشرطة أصيبا بجروح طفيفة خلال الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين عناصر الشرطة وسكان عرب شاركوا في تظاهرة احتجاج في مفترق بلدة شقيب السلام في النقب [جنوب إسرائيل] مساء أمس (الثلاثاء)، وتم خلالها إحراق إطارات مطاطية وسيارة.
وأضاف البيان أن الشرطة قامت باعتقال 20 شخصاً من المحتجين بشبهة الاعتداء على أفرادها.
وأقيمت التظاهرة احتجاجاً على عمليات التجريف التي تقوم بها طواقم تابعة للصندوق الدائم لإسرائيل [الكيرن كاييمت] في أراضي منطقة قرية عشيرة الأطرش العربية غير المعترَف بها في النقب، تمهيداً لغرس الأشجار فيها.
وأكد أبناء عشيرة الأطرش أنهم يقومون بزراعة الأراضي التي يجري تجريفها منذ عقود، في حين تدّعي "الكيرن كاييمت" أنها أراضٍ أميرية تعود إلى الدولة.
وأوضح بيان الناطق بلسان الشرطة أن اشتباكات عنيفة أُخرى اندلعت في وقت سابق أمس بين الشرطة ومواطنين بدو من النقب بالقرب من شارع 25، تم خلالها وضع حجارة على السكة الحديدية في المنطقة واضطر السائق الذي ميزها من مسافة جيدة إلى إيقاف القطار، وقامت قوة من الشرطة وصلت إلى المكان بإزالتها.
وقد استؤنفت عملية تجريف الأراضي في منطقة عشيرة الأطرش أمس بعد 10 أيام من توقفها، في إثر تهديدات أطلقتها قائمة راعم [القائمة العربية الموحدة] بالانسحاب من الائتلاف الحكومي.
وهددت راعم أمس بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال استمرار عمليات تجريف الأراضي في منطقة عشيرة الأطرش البدوية في النقب. كما أعلنت أنها ستقاطع جلسات الكنيست اليوم (الأربعاء)، وعموماً حتى تتوقف هذه العمليات.
وأكد عضو الكنيست موسي راز، من حزب ميرتس، أن عملية غرس الأشجار هذه تأتي للتغطية على خطط ترمي إلى مصادرة تلك الأراضي.
ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد إلى عدم إلحاق أي ضرر بمعيشة سكان المنطقة، وأكد أنه يمكن وقف غرس الأشجار بصورة موقتة.
في المقابل، أكد رئيس الليكود وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو أنه لا يمكن لأي جهة أو شخص وقف غرس الأشجار في أرض إسرائيل.
وأضاف نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "إنني أقدم الدعم الكامل لقوات الأمن وأطالب [رئيس الحكومة] نفتالي بينت أن يدين فوراً تحريض قائمة راعم، شريكته الكبرى في الائتلاف".
كما دعا أعضاء الكنيست من كتلة الصهيونية الدينية وزير البناء والإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين، بصفته المسؤول عن سلطة أراضي إسرائيل، إلى عدم الرضوخ أمام تهديدات رئيس كتلة راعم عضو الكنيست منصور عباس، ووصفوا هذه القضية بأنها امتحان لسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية.