موجة الشغب الحالية للمستوطنين تنطوي على إمكانية نشوب انتفاضة شعبية في الضفة الغربية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • عدّل الجيش الإسرائيلي مؤخراً تعليمات فتح النار، وبموجب هذا التعديل، يُسمح بإطلاق النار على مَن يرشق حجارة على قواتنا في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] حتى بعد فعلته وهو هارب، وذلك في حال لم يتم إطلاق النار فور وقوع الحادثة. ولا يقول الأمر العسكري صراحة إن ذلك ينطبق على "الأطفال" أيضاً، لكن هذا ما أستنتجه منه. في رأيي، هذا الأمر غير قانوني على نحو ظاهر، وآمل أن ترفضه محكمة العدل العليا بسرعة شديدة. وإذا لم تتدخل، فستكون عرضة لدعاوى إطلاق النار على ظهر طفل هرب بعد أن رشق حجارة.
  • في الماضي، حُظر على المقاتلين إطلاق النار على مَن يلقون زجاجات حارقة وحجارة، إلا في أثناء عملية الإلقاء نفسها، الأمر الذي مسّ بالقدرة العملانية وعرّض حياة المقاتلين للخطر، الذين كانوا يترددون في الزمن الحقيقي فيما إذا كانوا في خطر أم لا.
  • وثمة سابقة بهذا الشأن قام بها العقيد يسرائيل شومر الذي أطلق النار سنة 2015 عندما كان قائد كتيبة "بنيامين"، فقتل قاصراً فلسطينياً، بخلاف تعليمات فتح النار، بعد أن رشق ذاك القاصر حجراً كبيراً على السيارة التي كان الضابط يسافر فيها. وقد طارده شومر وأطلق النار على ظهره فتوفي الفتى. في إثر هذه الحادثة، تم إرجاء ترقية شومر، كونه خرق الأمر الذي يقول إنه لا يجب إطلاق النار على شخص متحرك.
  • نشر الأمر الجديد على خلفية شغب المستوطنين بعد العملية التي قتل فيها فلسطينيون مستوطناً كان في بؤرة غير قانونية على أرض مستوطنة أُخليت في الماضي (مستوطنة حومش).
  • إن موجة الشغب الحالية للمستوطنين تنطوي على إمكانية نشوب انتفاضة شعبية. ويمكن القول إن في الضفة ما يكفي من الوسائل القتالية والعنف المكبوح الكفيل بنشوب انتفاضة قد تُلزم استخدام قوة غير متوازنة. ويبدو أن المحفز الحالي لموجة الشغب هذه هو الصراع على مستوطنة "حومش". وتكنيك المستوطنين هنا بسيط: يتسللون إلى "حومش" ليلاً، عندما تكون طواقم التلفزيون نائمة، وتكون كتائب الجيش التي أُبقيت للحراسة ضد الاحتكاكات بالفلسطينيين متناثرة في الضفة. فيقيمون مبنى أو اثنين، ووقت الصباح، أي عندما يصل الجيش الإسرائيلي والشرطة لإخلائهم، تصل وسائل الإعلام لتصوير اقتلاع مستوطنين من أرضهم، على خلفية صراخ سياسيين، مثل إيتمار بن غفير وأييلت شاكيد.
  • وحتى وفقاً لوصف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي للحادثة الأخيرة، فإنه "قبل ساعات الصباح وصل مئات المستوطنين إلى منطقة بؤرة حومش. وقاموا بأعمال عنف ضد قوات الأمن، إذ اقتحموا حواجز نُصبت في المنطقة ودخلوا إلى منطقة المستوطنة المُخلاة ليقيموا مباني غير قانونية في المكان. حاولت قوات الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود والشرطة منع وصول المستوطنين، واستخدم هؤلاء العنف الجسدي واللفظي وأفسدوا أملاكاً عسكرية، وأغلقوا الطريق أمام عبور القوات. وجرّاء ذلك أصيب مقاتل من الجيش الإسرائيلي بجروح طفيفة".