أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أن المحادثات بين الدول العظمى وإيران، والمنعقدة في العاصمة النمساوية فيينا، تنطوي على انعكاسات بعيدة المدى في كل ما يتعلق بالاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأمن دولة إسرائيل في الأعوام القليلة المقبلة.
وجاء هذا التأكيد خلال الاجتماع الذي عقده بينت مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الأربعاء)، والذي تمحور حول إيران والمحادثات في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي، إلى جانب عدد من المواضيع الأخرى المشتركة بين الدولتين.
وسبق هذا الاجتماع لقاء بين سوليفان ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا.
وقال بينت، بحسب بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة، إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية إلى درجة كبيرة، ولذا بالإمكان التحدث عن التحديات المشتركة بانفتاح وصراحة.
من جانبه، قال سوليفان إن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب منه السفر إلى إسرائيل قبل عيد الميلاد بسبب وجود كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في نقطة زمنية بالغة الأهمية حيال مجموعة من المواضيع الأمنية المهمة.
وأضاف سوليفان: "ثمة أهمية لأن نجلس معاً ونطور استراتيجيا ووجهة نظر مشتركة تضمن مصالح الدولتين بصورة أساسية. نحن نؤمن بأن هذه المصالح مثل القيم التي تستند إليها دولتانا، مشتركة وعميقة جداً".
وشارك في الاجتماع بين بينت وسوليفان السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ، والسفير الأميركي في إسرائيل توماس نايدس، ومسؤولون آخرون.
وعقد سوليفان في وقت سابق أمس اجتماعاً مع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس شارك فيه رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، وتم خلاله بحث مجموعة من القضايا الاستراتيجية، وفي مقدمتها مكافحة البرنامج النووي الإيراني والعدوانية الإيرانية في الشرق الأوسط، بحسب ما أكد بيان صادر عن ديوان وزير الدفاع.
وأضاف البيان أن غانتس أطلع سوليفان على خطوات لبناء الثقة تم تنفيذها، وأُخرى يخطط لتنفيذها في مقابل السلطة الفلسطينية، إلى جانب الاستمرار في مكافحة إسرائيل للإرهاب والتحديات المتعددة في الضفة الغربية وقطاع غزة وجبهات أُخرى.
كما عقد سوليفان اجتماعاً مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد. وتوجه مساء أمس إلى رام الله لعقد اجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وكان سوليفان وصل إلى إسرائيل في وقت متأخر من مساء أول أمس (الثلاثاء) وعقد فور وصوله اجتماعاً مع رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ. وأعرب هرتسوغ خلال الاجتماع عن قلقه من التقدم الذي أحرزته إيران في كل ما يتعلق بامتلاك أسلحة نووية تحت غطاء المحادثات الجارية في فيينا.
من ناحية أُخرى، أكد رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة والقائد المقبل لسلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار أن بإمكان إسرائيل تدمير المنشآت النووية الإيرانية.
وجاء تأكيده هذا في سياق مقابلة ستُنشر كاملة في عدد يوم غد (الجمعة) من صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وتشمل تهديدات ضد إيران وحزب الله. وفيما يتعلق بهذا الأخير، أكد بار أنه في حال نشوب مواجهة عسكرية بين الطرفين سيتم استخدام قوة هائلة ضد لبنان لا يتخيلها حزب الله.
وأشارت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أمس إلى أن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن احتمالات التوصل إلى اتفاق في المحادثات بين الدول العظمى وإيران الجارية في فيينا مرتفعة. وأضافت أن سوليفان يُعتبر في إسرائيل كمن يمكنه أن يُحدث تغييراً في سياسة الولايات المتحدة حيال إيران. ووصفت المصادر نفسها سوليفان بأنه الرجل القوي في الإدارة الأميركية اليوم، وبأنه مطّلع على المواد في كل ما يتعلق بإسرائيل، ومُنصت جيد لحاجاتها.