رسالة الإمارات: نرى في إيران تهديداً - لكننا نتحدث مع الجميع
تاريخ المقال
المصدر
- زيارة رئيس الحكومة نفتالي بينت إلى الإمارات واجتماعه بولي العهد محمد بن زايد كان يمكن اعتبارهما تعبيراً عن المزيد من الحرارة في العلاقات بين الدولتين، والتي اكتسبت زخماً خلال العام الأول من قيامها لو لم تجرِ في توقيت حساس: الحائط المسدود الذي وصلت إليه المحادثات النووية مع إيران في ڤيينا، وقرع طبول الحرب في الخلفية.
- يمكن القول إن جميع الدول التي وقّعت "اتفاقات أبراهام" – دول الخليح، وإسرائيل، والولايات المتحدة التي أدت دور الوسيط - تدرك أن لحظة الحسم تقترب، وهناك احتمالان فقط، إما أن تتراجع إيران وتتخلى عن مطالبها المستحيلة التي قدمتها وتوقّع اتفاقاً جيداً إلى حد ما، وإما يصبح "الخيار العسكري" خياراً لا مفر منه، بحسب ما جرى بحثه في محادثات وزير الدفاع في واشنطن في الأسبوع الماضي.
- هذا هو سبب تحوُّل السباق الإيراني نحو القنبلة إلى أحد الموضوعات الأساسية في محادثات بينت مع ولي العهد، بالإضافة إلى الدفع قدماً بالعلاقات الثنائية. تشعر دول الخليج بالقلق، وهي محقة، من العواقب المحتملة لهجوم على المنشآت النووية في إيران تقوم به الولايات المتحدة، أو إسرائيل، أو الاثنان معاً، بسبب قربهم من إيران، وأيضاً لأن الإيرانيين أوضحوا أكثر من مرة أنهم غير راضين على الحلف الذي أقاموه مع القدس.
- الأقل وضوحاً القلق الذي عبّرت عنه مصادر أمنية في إسرائيل من التقارب بين إيران والإمارات كما تجلى في الزيارة التي قام بها مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد إلى طهران في الأسبوع الماضي، والأمل الذي عبّرت عنه هذه المصادر بأن تنجح زيارة بينت في "لجم هذا التقارب". صحيح أن زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي، وهو الأخ غير الشقيق لولي العهد، هي أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع المستوى منذ خمسة أعوام، وصحيح أنها جرت على خلفية تخوُّف دول الخليج والسعودية من أنه لا يمكن الاعتماد فقط على أميركا - بايدن للدفاع عنهم في مواجهة الإيرانيين؛ لذلك، يجب التحدث أيضاً مع طهران، لكن الإمارات لم تغيّر موقفها.
- فقط في الشهر الماضي، شاركت قوات من الجيش الإماراتي في تدريب بحري مع الولايات المتحدة وإسرائيل في البحر الأحمر، الغرض منه إرسال رسالة قوية إلى الإيرانيين. في المقابل، وتحضيراً لاحتمال نشوب مواجهة عسكرية، وقّعت الإمارات اتفاقاً لشراء منظومات دفاعية جوية من كوريا الجنوبية بقيمة 3.5 مليارات دولار (وهو ما يفاقم معضلة إسرائيل في حال كان عليها بيع الإمارات منظومة القبة الحديدية الدفاعية ضد الصواريخ). العلاقات مع الولايات المتحدة لها أهمية عليا بالنسبة إلى دول الخليج، ولهذا السبب استجابت أبو ظبي للضغوط الأميركية وألغت مشروعاً بدأه الصينيون لبناء مرفأ في الإمارات، يشتبه الأميركيون بأنه مشروع عسكري.
- المقصود ليس تغييراً في الموقف، ولا عودة مفاجئة للحرارة إلى العلاقات بين الإمارات وإيران على حساب العلاقات مع إسرائيل. لدى الإمارات تجارة مع إيران منذ أعوام، لكنها تعتبر نظام الملالي خطراً على أمنها، وعلى أمن الخليج؛ وهي تعتقد أن في الإمكان الاعتماد على مساعدة إسرائيل لها بكل السبل المتاحة.
- الموضوع كله أن ولي العهد محمد بن زايد، الذي التقى اليوم رئيس الحكومة بينت، يريد إظهار نفسه أنه الطرف القوي في المنطقة، والقادر على التحدث مع الجميع، مع الإسرائيليين والأميركيين والإيرانيين.
- إذا وصلت محادثات ڤيينا إلى حائط مسدود، فيمكن لهذه العلاقة مع الإمارات أن تتحول إلى قناة سرية لنقل الرسائل بين الطرفين، قبل وقت قليل من إقلاع الطائرات.
الكلمات المفتاحية