قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إنه بلّغ المسؤولين الأميركيين، خلال الاجتماعات التي عقدها معهم في واشنطن الأسبوع الفائت، أنه أصدر تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي تقضي بالاستعداد لتوجيه ضربة إلى إيران.
وأضاف غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، على هامش مؤتمر المجلس الأميركي- الإسرائيلي الذي عُقد في فلوريدا يوم السبت الفائت، أن الأوامر التي أصدرها تنص على الاستعداد للتحدي الإيراني على المستوى العملاني.
وأشار غانتس إلى أنه لم يتم إحراز أي تقدم في الجولة الأخيرة من المفاوضات في ڤيينا، والتي تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم بين الدول العظمى وإيران. وأعرب عن اعتقاده أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية بدأت تفقد صبرها وتدرك أن إيران تحاول إطالة أمد المفاوضات، على الرغم من أنها تلعب ببطاقات خاسرة.
كما أكد غانتس أنه حثّ الولايات المتحدة على تصعيد الضغط على إيران. وقال: "هناك مجال للضغط الدولي السياسي والاقتصادي والعسكري أيضاً من أجل إقناع إيران بالتوقف عن أوهامها بشأن البرنامج النووي".
وأشار غانتس إلى أن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذين التقاهم كانوا مهتمين بمخاوف إسرائيل، وأكد أن إيران هي، أولاً وقبل كل شيء، مشكلة عالمية قبل أن تكون مشكلة إسرائيلية. وأضاف أنه اتفق خلال الاجتماعين اللذين عقدهما، مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ومع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على أن تواصل الولايات المتحدة وإسرائيل تطوير تعاونهما ضد طهران. وذكر أن الجانبين ناقشا أيضاً الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل على دول أُخرى في المنطقة، وقال: "هناك العديد من الخطوات التي ناقشناها، والتي ستؤثر في قدرة إسرائيل على أن تكون أقوى دولة في المنطقة لأعوام عديدة مقبلة".
وأقر غانتس بأن إدارة بايدن لم تحدد بعد موعداً نهائياً لانسحابها من المحادثات في ڤيينا إذا لم يكن هناك تقدُّم، لكنه أعرب عن ثقته بأن الولايات المتحدة ستبدأ بالتفكير في الخيار العسكري بجدية أكبر إذا لم يكن هناك تطورات إيجابية.
وقال غانتس: "لا يزال الأميركيون معنا، لكن في الوقت نفسه نحن، كإسرائيليين، بحاجة إلى أن نفهم أن الولايات المتحدة لديها أولويات أوسع. إن أميركا هي أقوى دولة في العالم، وبسبب ذلك هي لا تتسرع في استخدام القوة. وعادة ما يُترك الأمر لمراحل لاحقة في هذه المسألة".
في سياق متصل، قال النائب السابق لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي اللواء احتياط إيال زامير في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر المجلس الأميركي- الإسرائيلي يوم السبت الفائت، إن إسرائيل قد تتصرف بشكل مستقل ضد إيران إذا ما لزم الأمر، لكنه في الوقت عينه أكد أن توجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية سيكون صعباً من دون التنسيق مع الولايات المتحدة. وأضاف: "هناك رغبة دائماً في التنسيق مع الولايات المتحدة فيما نقوم به، لكن في نهاية المطاف فإن إسرائيل مسؤولة عن مصيرها، وستحمي أمن مواطنيها".
وقال زامير أنه بينما تأمل إسرائيل بأن تردع الولايات المتحدة إيران، فإنها ستتصرف إذا فشلت واشنطن في القيام بذلك. وأوضح أن العمل العسكري سيكون نتيجة أخيرة، ولن يتم تنفيذه إلا إذا لم يكن هناك حل دبلوماسي للمشكلة الإيرانية. وأشار إلى أن المحادثات في ڤيينا مقلقة للغاية، وأن جميع الخيارات تبدو سيئة للغاية فيما يتعلق بإسرائيل.