لا لتوسيع الاستيطان في الجولان
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- المناطق المحتلة هي مناطق محتلة، والضم هو ضم، حتى عندما يكون المقصود هضبة الجولان، وأيضاً عندما يسمّون مشروع الضم "خطة لتشجيع النمو الديموغرافي المستدام". بعد أسبوعين، من المنتظر أن تعقد الحكومة جلسة احتفالية في الجولان من أجل الموافقة على خطة تطوير وبناء تهدف إلى مضاعفة عدد السكان هناك حتى نهاية العقد. وتجدر الإشارة إلى أن عدد سكان الجولان اليوم هو قرابة 52 ألفاً. من أجل تحقيق الهدف الديموغرافي، المطلوب بناء مكثف يؤمن مساكن للزيادة السكانية المصطنعة المخطَّط لها. وفي الواقع، وبحسب الخطة، حتى سنة 2026 سيقوم المجلس الإقليمي في هضبة الجولان وفي كتسرين بتسويق نحو 7000 وحدة سكنية، وبالإضافة إلى ذلك، ستوافق الحكومة على إقامة مستوطنتين جديدتين، آسف ومطر. ومن أجل إيجاد وظائف لعشرات الآلاف من السكان الجدد يجب إقامة مناطق صناعية وتجارية وسياحية، كما يجري التخطيط لمشاريع طاقة شمسية ضخمة، بينها حقل طاقة شمسية في منطقة وادي الدموع.
- يجب تسمية الأشياء بأسمائها. المقصود مشروع زيادة سكانية مصطنعة، هدفه تعميق الاستحواذ الإسرائيلي على الجولان، وخلق واقع على الأرض يجعل من الصعب على زعماء مستقبليين إجراء مفاوضات سياسية بشأن هذه المنطقة من الأرض. ومن أجل تسريع الخطوات، يعمل مكتب رئيس الحكومة على تشكيل "لجنة خاصة" لديها صلاحيات لجنة التخطيط، محلية وإقليمية، من دون ممثلين للجمهور كما هو معروف في لجان التخطيط الأُخرى. المقصود مشروع وطني، كما في تهويد الجليل، وكما في مشروع الاستيطان.
- الإجماع الداخلي على أن الجولان هو جزء لا يتجزأ من إسرائيل لا يغيّر شيئاً من واقع أن المقصود هو أرض محتلة وانتهاك للقانون الدولي، وللمبدأ الذي يشكل أساس قرار الأمم المتحدة 242، الذي يعتبر الاستحواذ على الأراضي بواسطة الحرب غير مقبول. حتى لو أن الإسرائيليين يسمّون مَن يقيمون في الجولان سكاناً فإنهم في الواقع مستوطنون. وأيضاً مع أن الجولان جميل وفيه ثلج أبيض فإنه يبقى أرضاً محتلة. وعلى الرغم من أن سورية لم تحاول احتلال الجولان منذ حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، ولم تنجح معها المفاوضات حتى الآن، ولا تزال غارقة في حرب أهلية، وتُستخدم وكراً لتمركُز داعش وإيران، وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعطى بنيامين نتنياهو "هدية" عبارة عن اعتراف أميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان - كل هذا لا يغيّر واقع أن الجولان أرض محتلة.
- حتى الآن، الاعتراضات الوحيدة على الخطة كانت على خلفية بيئية (خطة إسكان غير مراقَبة يمكن أن تضر بالمناطق الطبيعية)، واعتراضات على التخطيط (إقامة مستوطنات جديدة تُلحق ضرراً بالمستوطنات المدينية، مثل كتسرين وكريات شمونة القريبتين من هضبة الجولان)، وليس هناك أي اعتراضات سياسية. هذا هو بالتحديد الصوت الذي يجب أن نسمعه من حركة ميرتس. يجب على وزراء ميرتس منع توسيع الاستيطان في الجولان.