استضافت إسرائيل أمس (الثلاثاء) قمة ثلاثية مع قبرص واليونان شارك فيها كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، ورئيس الحكومة اليونانية كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، وجرى خلالها بحث التحديات الإقليمية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وبينها التوتر بين تركيا واليونان.
كما ناقشت القمة سبل توطيد التعاون في مشاريع الطاقة، بما في ذلك مشروع مد أنبوب الغاز الطبيعي بين إسرائيل وأوروبا عبر المياه الإقليمية والأراضي القبرصية واليونانية.
ويُشار إلى أن العلاقات بين هذه الدول الثلاث تشهد خلال الأعوام الأخيرة توطيداً مستمراً، بناءً على المصالح الاقتصادية والاستراتيجية المشتركة، وتولي إسرائيل هذه العلاقات أهمية كبيرة، والتي قد تشكل نواة لتحالف دول أُخرى تطل على البحر الأبيض المتوسط.
وعقد الزعماء الثلاثة مؤتمراً صحافياً أمس استهله رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت بالإشارة إلى أن إسرائيل تقاوم القوى الشريرة في منطقة الشرق الأوسط ليلاً ونهاراً، ولن تتوقف لثانية واحدة عن هذه المقاومة.
وتطرّق بينت إلى العلاقات الثلاثية، فقال إن منتدى غاز "إيست ميد" الإقليمي، الذي يضم إسرائيل ومصر واليونان وقبرص والسلطة الفلسطينية، يسير على قدم وساق.
وقال بينت: "إننا نعمل على توسيع علاقاتنا في مجالات الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا والسياحة وخدمات الطوارئ. إن هذا التحالف الثلاثي بين إسرائيل وقبرص واليونان جيد لشعوبنا ولبلادنا، وهو مفيد للمنطقة".
وتكلم في المؤتمر الصحافي بعد بينت الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، فقال إن المواضيع التي نوقشت في القمة هي جائحة كورونا وآثارها في المدى الطويل، وتغيُّر المناخ وآثاره الإقليمية، وإنشاء منتدى لإدارة الطوارئ، والتعاون في مجال الطاقة، وآخر التطورات المرتبطة بـ"اتفاقيات أبراهام" [اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية]، والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وشدد أناستاسيادس على دعم قبرص واليونان لإعادة عقد الاجتماع السنوي لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والمعلّق منذ سنة 2013. وستتولى قبرص رئاسة منتدى غاز "إيست ميد" في كانون الثاني/يناير المقبل.
وفي حين لم يذكر بينت تركيا، فإن أناستاسيادس تطرّق إليها في تصريحاته، واصفاً إياها بأنها الدولة التي تخرّب، بنشاط، أي جهد من أجل التفاهم الإقليمي. واتهم تركيا بممارسة سياسة تغيير تعتبر فيها القوة على حق، وانتهاك المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص في البحر الأبيض المتوسط. وقال أناستاسيادس إنه سيُطلع نظيريْه على التوترات الجارية مع تركيا في قبرص.
من ناحية أُخرى، دعا أناستاسيادس إلى مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من شأنها أن تؤدي إلى حل الدولتين العادل والقابل للحياة، والذي سيعالج الدواعي الأمنية المشروعة لدولة إسرائيل، ويمكّن الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش جنباً إلى جنب في أمن وتعايش سلمي مع جميع جيرانهم.
كما هاجم رئيس الحكومة اليونانية كيرياكوس ميتسوتاكيس تركيا بسبب الاستفزازات غير المقبولة عندما يتعلق الأمر بحل مشكلة قبرص. وقال: "إن الحل الوحيد القابل للتطبيق لمشكلة قبرص هو الحل الذي يحترم بالكامل جميع القرارات التي يتخذها مجلس الأمن"، مشيراً إلى أن أطرافاً ثالثة، مثل تركيا، ليس لها الحق في التدخل في الشؤون القبرصية.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل واليونان وقبرص حلفاء إقليميون ويتعاونون في الجهود الاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الكهرباء والغاز. كما أن هناك تعاوناً عسكرياً فيما بينهم، وفي وقت سابق من العام الحالي أجرت الدول الثلاث مناورات بحرية، في إشارة إلى تعميق العلاقات العسكرية بينها.
وفي آب/أغسطس الفائت استضاف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد في القدس نظيريْه، اليوناني والقبرصي، وتحدث عن رؤيته تحالفاً إقليمياً مستقبلياً معتدلاً يضم الإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن ومصر وقبرص واليونان وغيرها، كجزء أساسي من التغيير الذي يحدث في المنطقة.