تصنيف بريطانيا "حماس" تنظيماً إرهابياً يزيد الضغط على الحركة
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

  • إعلان بريطانيا حركة "حماس" تنظيماً إرهابياً جاء متأخراً جداً، لكن كما يقول المثل "من الأفضل أن يأتي متأخراً من ألّا يأتي أبداً". يعتمد القرار البريطاني على معلومات استخباراتية بريطانية، وعلى معلومات من الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية. وهكذا انضمت بريطانيا إلى دول مثل الولايات المتحدة، وكندا، والاتحاد الأوروبي، وأستراليا، ونيوزيلندا التي سبق أن صنّفت "حماس" تنظيماً إرهابياً.

......

  • تتخوف قيادة "حماس" في غزة من المس بالمنظومة المالية التي أقامتها في لندن بعد تصنيف الحركة تنظيماً إرهابياً، وهو ما يجعل عشرات المليارات من الدولارات في خطر، والمقصود المال الذي من المفترض أن يصل إلى قيادة "حماس" لاستثماره في دول مختلفة في العالم، هو الآن في خطر، من هنا يأتي الهجوم العنيف من قيادة الحركة على بريطانيا.
  • ... القرار البريطاني يساهم في النضال السياسي والدعائي الذي تقوم به دولة إسرائيل التي نأمل أن تستفيد منه في خدمة هذه الأهداف. كما يساعد هذا القرار في التأثير في دول أُخرى كي تحذو حذو بريطانيا وتصنّف "حماس" تنظيماً إرهابياً، وهو ما يشجع الدول العربية التي تقف ضد حركة "حماس" والإخوان المسلمين على السير على خطى بريطانيا وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
  • القرار البريطاني يساعد إسرائيل في النضال القانوني ضد الدعاوى الفلسطينية في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب "جرائم وإرهاب" في المناطق الفلسطينية [المحتلة]. وها هي دولة ديمقراطية كبيرة مثل بريطانيا تعلن، ومن دون تردد، أن حركة "حماس"، التي تسيطر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، هي تنظيم إرهابي.
  • هناك أيضاً تأثير مهم للقرار البريطاني، فهو يمنح تبريراً أخلاقياً وأمنياً لإسرائيل لشن عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة للدفاع عن نفسها ضد هجمات "حماس" بالصواريخ، كما يساعد الإعلان في تحضير الرأي العام الدولي لفكرة أن إسرائيل تحارب ضد حركة إرهابية تسيطر على القطاع وتستخدمه قاعدة للهجوم على مواطني إسرائيل.
  • القرار البريطاني يمكن أن يُحرج مصر التي تحاول الآن التوصل إلى تفاهمات بعيدة الأجل بين "حماس" وإسرائيل، وسيجعل من الصعب على رئيس السلطة الفلسطينية التعاون سياسياً مع "حماس" من دون أن تغيّر مواقفها. أيضاً يشكل القرار البريطاني تذكيراً لإدارة بايدن بأن "حماس" هي تنظيم إسلامي متشدد غير مستعد لإبداء مرونة والاعتراف بإسرائيل والتخلي عن الإرهاب.
  • في هذه الأيام التي تشهد صعوداً في نفوذ "حماس" في الشارع الفلسطيني، بعد عملية "حارس الأسوار"، من المهم أن يعرف سكان الضفة الغربية بمَ تفكر دولة مثل بريطانيا في حركة "حماس"، وأن العالم لا يقبل الإرهاب وفكرة تدمير دولة إسرائيل والمس باليهود الذين يعيشون في الخارج.
  • في نهاية الأمر، سيتعين على الفلسطينيين أن يقرروا أية استراتيجية سيختارون، هل سيختارون التوجه نحو مفاوضات السلام مهما كانت طويلة وصعبة، أم الإرهاب والنضال العنيف ضد إسرائيل؟ وبحسب ما تبدو عليه الأمور حالياً، فإن المستقبل لا يبشّر الطرفين بالخير.