واشنطن ليست العدو
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- الحوار الدبلوماسي الذي يعرّض إسرائيل للخطر ليس ذلك الذي يجري بين الدول الكبرى وبين إيران بشأن الاتفاق النووي، بل هو الذي يبني مسار تصادُم بين إسرائيل والولايات المتحدة. عندما يحذّر رئيس الحكومة نفتالي بينت من أنه "إذا حدثت العودة إلى الاتفاق النووي فإن إسرائيل ليست طرفاً فيه، وغير ملزمة به"، فإنه يرسل رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن وإلى دول الغرب الكبرى، مفادها أن إسرائيل تعتبر نفسها حرة في أن تفعل ما تشاء حيال التهديد الإيراني، وأن المساعي الدبلوماسية لكبح تطوُّر البرنامج النووي الإيراني لا قيمة لها، في نظر رئيس الحكومة.
- واشنطن أيضاً خلعت قفازيها عندما نقلت صحيفة النيويورك تايمز عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية كلاماً يحذرون فيه إسرائيل من أن "الهجمات المتكررة على منشآت نووية إيرانية قد تكون مُرضية على المستوى التكتيكي، لكنها في نهاية الأمر ليست مفيدة." هذا الكلام الذي كان يُقال حتى الآن في محادثات سرية وداخل غرف مغلقة لا يعبّر فقط عن خلافات في الآراء أو خلافات عملانية بين الدولتين، بل يهدف إلى رسم حدود الصبر الأميركي.
- إذا كان هناك حتى اليوم انطباع بأن الولايات المتحدة تفهم، وحتى إنها مستعدة لتجاهُل هجمات إسرائيلية في المجال الإيراني، يبدو من الآن أنه سيكون لحرية العمل الإسرائيلية ثمن. بعد توقُّف أكثر من نصف عام، من المنتظر استئناف المفاوضات في ڤيينا بين إيران والدول الغربية الكبرى الأسبوع المقبل. واشنطن وظّفت جهوداً كثيرة من أجل استئناف المفاوضات كجزء من سياسة بايدن لاستنفاد أي عملية دبلوماسية تساعده على تحقيق تعهداته بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
- في هذا الإطار، من المهم التذكير بكلام وزير الدفاع بني غانتس قبل وقت قصير من توقيع الاتفاق النووي الذي قال فيه: "الاتفاق يمكن أن يكون أفضل، لكن هناك النصف الملآن من الكوب: تأجيل البرنامج النووي الإيراني من خمسة إلى عشرة أعوام هو أمر جيد." قبل شهرين، قال بني غانتس لـمجلة "الفورين بوليسي" إن إسرائيل تستطيع العيش مع اتفاق جديد"، وأن "التوجه الأميركي الحالي، الرامي إلى دفع إيران إلى وضع برنامجها النووي جانباً، مقبول عندي."
- من حق إسرائيل التشكيك في جدية التصريحات الأميركية والمطالبة بتوضيحات بشأن الاستراتيجيا التي ستنتهجها واشنطن إذا لم تثمر المفاوضات نتائج، أو استمرت وقتاً طويلاً تواصل خلاله إيران الدفع قدماً ببرنامجها النووي. لكن العلاقات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والتاريخية بين إسرائيل والولايات المتحدة، حتى لا نقول اعتماد إسرائيل على قوة كبرى تبنت أمن إسرائيل كأساس أيديولوجي ثابت لديها، كل ذلك يفرض على إسرائيل الوقوف إلى جانب بايدن، لا أن تضع عبوات متفجرة في طريقه.
الكلمات المفتاحية