تقرير: [هل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تصب في مصلحة سورية الأسد وبوتين؟]
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

صعّدت إسرائيل في الشهر الأخير من هجماتها على أهداف إيرانية في سورية، وبالاستناد إلى تقارير أجنبية، فهي تكبّد فيلق القدس ثمناً باهظاً. هناك انطباع بوجود تقاطُع بين مصالح إسرائيلية وروسية سورية، حتى لو جرى تكذيبها رسمياً من كل الأطراف. المصلحة الإسرائيلية واضحة جداً: الهدف الأول إخراج الإيرانيين من سورية. والهدف الثاني منع تهريب السلاح المتطور والصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي إلى حزب الله في لبنان. وهذا التحدي أكثر تعقيداً.

إذا صحت التقارير التي صدرت في لبنان أمس عن الهجومين، فإن ما حدث هجوم منسّق جرى في آن معاً ضد هدفين مختلفين. وقد أشارت تقارير من سورية أمس إلى استهداف مخزن تابع لمصنع صواريخ دقيقة يقع شرقي طرطوس. وأشارت تقارير أُخرى إلى مهاجمة أهداف في مطار يقع جنوب - شرقي مدينة حمص. التوقيت لم يكن عادياً، السابعة ليلاً. هذا يعني أن الطائرات انطلقت عند الغروب.

بالاستناد إلى تقارير مختلفة، يبدو أن هذه العملية المعقدة أدارها سلاح الجو، ومن المحتمل أن تكون جرت الموافقة عليها في وقت سابق، ولم تحدث لاستغلال فرصة كما جرى في الهجوم الذي وقع قبل أسبوع ونصف الأسبوع ظهر يوم السبت، والذي استهدف قافلة سلاح كانت في طريقها إلى لبنان، بحسب تقارير أجنبية، ونُفّذ الهجوم بواسطة صواريخ دقيقة من الأرض، وليس بواسطة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.

في الإجمال، سجّل الشهر الأخير سبع هجمات في المنطقة على الأقل. يدل ذلك على ارتفاع يقدَّر بـ15% في حجم ونوعية الأهداف مقارنة بالعام الماضي. الأهداف العليا لا تزال على حالها: منع التمركز الإيراني ومنع تهريب وسائل القتال. في جميع الأحوال، هناك مَن يقول إن الهجمات تحدث الآن قبل قدوم فصل الشتاء، إذ يصبح من الصعب القيام بها بسبب الطقس، وأن الجيش يستغل الآن الفرصة العملانية.

بالعودة إلى المصالح الكثيرة في سورية: الرئيس الأسد يعيد بناء جيشه ويسيطر أكثر فأكثر على مناطق في الدولة. وهو لا يزعجه أن تحاول إسرائيل إخراج الإيرانيين من بلاده. ربما على العكس، هذا يخدم مصلحته على الرغم من استخدامه منظومة الدفاع الجوي ضد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.

الروس أيضاً تخدمهم الهجمات الإسرائيلية في صراعهم مع الإيرانيين على السيطرة على مناطق استراتيجية في سورية. لذلك يواصل الرئيس بوتين إعطاء بينت الضوء الأخضر للعمليات الهجومية.  وبعكس تقارير مختلفة، لا يزال التنسيق الأمني السابق قائماً بين سلاح الجو وبين الروس.

في قطاع غزة سُجّل أمس حادث غير مألوف، بعد مرحلة من الهدوء. مقاتلو الدفاع الجوي اعترضوا مسيّرة تابعة لـ"حماس" فوق البحر. وجرى إطلاق صاروخ اعتراضي من القبة الحديدية اعترض المسيّرة. وهذه أول مرة يجري فيها اعتراض مسيّرة أُطلقت من غزة منذ عملية "حارس الأسوار" حين اعترضت منظومة القبة الحديدية 3 مسيّرات.