على الرغم من السجادة الحمراء، فإن الاجتماع بين بينت وبوتين لا يُتوقع أن يسفر عن إنجازات سياسية مهمة
تاريخ المقال
المصدر
- من المتوقع أن يحظى رئيس الحكومة نفتالي بينت باستقبال حار خلال اجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، والسبب أن بينت هو رئيس الحكومة الوحيد في دولة ديمقراطية في العالم الغربي يصل إلى روسيا في زيارة رسمية ويلتقي بوتين. وهذا حدث سياسي استثنائي.
- بوتين شخصية تجري مقاطعتها على الساحة الدولية. وخصوصاً من طرف زعماء الدول الأوروبية الغربية. لا يُذكر أن زار رئيس دولة كبرى أو دولة أوروبية مركزية روسيا في الأعوام الأخيرة والتقى بوتين الذي يرد على المقاطعة بتجاهُل الأحداث العالمية. الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا العام كانت الرابعة التي غاب عنها الرئيس الروسي.
- وسبق لروسيا أن أعلنت رسمياً أنها لن تشارك في مؤتمر المناخ الذي سيُعقد في مطلع الشهر المقبل في غلاسكو، حيث من المتوقع أن يشارك جزء كبير من زعماء ورؤساء الدول من شتى أنحاء العالم. وحتى الآن لم يلتقِ الرئيس الروسي والرئيس الأميركي.
- يتجاهل رئيس حكومة إسرائيل مقاطعة الدول الغربية غير الرسمية للرئيس بوتين، ويواصل سياسة بنيامين نتنياهو الذي زار روسيا عدة مرات والتقى بوتين وحرص على نشر تفاصيل محادثاته مع الرئيس الروسي. والحقيقة التي لم تعد سراً اليوم أن الاجتماعات المتعاقبة لبنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي لم تثمر أرباحاً سياسية خاصة لإسرائيل، وهذا بالضبط ما يجب أن نتوقعه من لقاء بينت وبوتين في مدينة سوتشي.
- هذا التقدير لا ينتقص أبداً من أهمية الاجتماع بحد ذاته بين بينت وبوتين. بالنسبة إلى بينت، للاجتماع أهمية عملية كبيرة في الساحة الداخلية، ويمكن أن يساعده على تعزيز مكانته في إسرائيل. لا حاجة إلى أن تكون خبيراً كي تقدّر أن الموضوعات المركزية التي ستُبحث في محادثات بوتين- بينت هي: مصير الاتفاق النووي مع إيران، وسياسة روسيا وطرق ممارسة نفوذها في سورية بعد الاعتراف بحكم نظام الأسد.
- من المهم أن يتحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية مع الرئيس الروسي عن مستقبل الاتفاق النووي، وأن يطلب منه توضيحات بشأن سياسة روسيا في سورية. مع ذلك، من الأفضل لإسرائيل ألّا تخلق آمالاً، وألاّ تتوقع نتائج عملية مهمة على الأرض.
- دبلوماسيون رفيعو المستوى في مركز الأمم المتحدة في نيويورك قالوا في أحاديث لهم إن لديهم انطباعاً تكوّن مؤخراً بأن روسيا تتشدد في مواقفها حيال إيران. وبحسب دبلوماسيين من دول غربية لديهم علاقات مع نظرائهم في فيينا الذين ينتظرون استئناف المفاوضات مع إيران، أوضحت روسيا لإيران مؤخراً أنها تنوي المطالبة في أي مفاوضات بتجديد الشروط والخطوات التي تزيد الرقابة على المنشآت التي تعمل على الدفع قدماً بالتطلعات النووية للجمهورية الإسلامية.
- وبالاستناد إلى هؤلاء الدبلوماسيين، تبنّت روسيا موقف الدول الكبرى في الغرب بأن يتضمن أي اتفاق جديد شروطاً تقيّد، أو على الأقل تبطّىء، سباق إيران إلى وضع دولة على عتبة النووي. ويضيف دبلوماسيون أن الصين أيضاً تؤيد التشدد الروسي حيال إيران. مع ذلك، هم يشددون على أن روسيا لن تتراجع عن سياسة الحوار والتقارب وتعزيز التعاون مع إيران، وهي سياسة تجلت في سلوك روسيا في سورية.
- يقدّرون في الأمم المتحدة أنه فور التوصل إلى اتفاق نووي جديد ستقترح روسيا على إيران صفقة سلاح كبيرة تتضمن طائرات حربية جديدة، وصواريخ وأسلحة متطورة. وبحسب أحاديث مع دبلوماسيين غربيين رفيعي المستوى، بينهم نائب رئيس وفد دولة غربية مركزية، سيحاول بينت استغلال التشدد الروسي حيال الاتفاق النووي. ومع ذلك، في تقديرهم أن فرص حدوث تغيير حقيقي في السياسة الروسية حيال إيران ضعيفة للغاية.
- كما ذكرنا، الاجتماع بين الرئيس الروسي وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية هو حدث سياسي مهم. لكن يجب ألّا يطغى ولو لثانية على الأولوية العليا للعلاقات مع الولايات المتحدة. الرئيس الروسي بوتين يتعاطف مع إسرائيل، لكنه لا يدعمها. الرئيس الأميركي جو بايدن، على الرغم من اتخاذه خطوة لا تعبّر تماماً عن التعاطف، إلا إنه داعم حقيقي ومخلص وثابت.
الكلمات المفتاحية