خيبة أمل في إسرائيل بالأميركيين الذين لا يريدون استخدام الضغط على إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • تزداد في الوسط السياسي وفي المؤسسة الأمنية خيبة الأمل بتوجه الولايات المتحدة حيال استئناف المفاوضات المتعلقة بالمشروع النووي الإيراني. جولة المحادثات الاستراتيجية بين الدولتين، التي جرت في واشنطن الأسبوع الماضي، لم تنجح في تجسير الفجوات في المواقف، وعلى الرغم من أن المحادثات بين رئيسيْ مجلسيْ الأمن القومي في الولايات المتحدة وفي إسرائيل وُصفت رسمياً بالجيدة والمفيدة، إلا إن الطرفين لم يتفقا على الطريقة التي يجب استمرار العمل فيها.
  • تقترح إسرائيل على الولايات المتحدة الموافقة مسبقاً على خطة بديلة (Plan B) للخطوات التي يجب أن تتخذها الولايات المتحدة إذا استمر الإيرانيون في رفضهم العودة إلى المحادثات النووية. الاتصالات المسبقة لاستئناف المحادثات جرت بشكل متقطع منذ أداء جو بايدن القسم في كانون الثاني/يناير الماضي. وجُمّدت خلال الصيف على خلفية المعركة الرئاسية في إيران، والتي فاز فيها المرشح المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي. إسرائيل معنية بأن يستعد الأميركيون من جديد لفرض عقوبات شديدة على إيران، في ضوء استمرار خرقها القيود التي فرضها الاتفاق النووي، لكن حتى هذه اللحظة يبدو، بوضوح، أن الإدارة ليست متحمسة للقيام بذلك.
  • لا يُظهر موظفو بايدن مؤشرات تدل على رغبتهم في الضغط على الإيرانيين بصورة مباشرة وواضحة، أو إظهار قوتهم العسكرية في المنطقة كما تعتقد إسرائيل أنه يجب القيام به. في مقابل ذلك هناك انطباع في المؤسسة الأمنية بأن الأميركيين يُعربون الآن عن تفهُّم أكبر للمعطيات الاستخباراتية التي قدمها لهم الجانب الإسرائيلي بشأن تقدُّم المشروع النووي الإيراني.
  • في هذه الأثناء حدث تطور جديد في العلاقات بين سورية والأردن لم يحظَ بعد باهتمام حقيقي في إسرائيل. ظهرت في الأسابيع الأخيرة بوادر مصالحة بين الدولتين بعد عقْد من العداء الذي بدأ مع نشوب الحرب الأهلية السورية. طوال أعوام، لم يغفر الرئيس الأسد للملك عبد الله وقوفه العلني ضد الجرائم التي ارتكبها النظام السوري وتأييده بعض تنظيمات المتمردين.
  • الانعطافة الأردنية لها علاقة، على ما يبدو، بخطوات أكبر بكثير تجري في المنطقة: تقليص القوات الأميركية في سورية، والضعف الذي تُظهره الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وازدياد قوة المحور الشيعي. على هذه الخلفية تتجمع سلسلة تلميحات إلى الاستعداد لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الأردن والجارة الشمالية سورية...
  • موسكو معنية بترميم العلاقات بين سورية والأردن في إطار مساعيها لترسيخ استقرار الوضع في جنوب سورية بعد تصاعُد حجم حوادث العنف هناك هذا العام، في الأساس في منطقة درعا التي انطلقت منها الثورة ضد نظام الأسد في آذار/مارس 2011. ومؤخراً ازدادت هجمات المتمردين السنّة على جنود جيش الأسد. الأردن أيضاً يشعر بالقلق من الوضع على طول الحدود. والنية هي استئناف التجارة على المعابر الحدودية بين الدولتين بصورة تسمح بتصدير البضائع السورية إلى الأردن ودول الخليج. مؤخراً، جرى بحث تدفُّق الغاز من مصر من خلال أنبوب يمر عبر الأراضي الأردنية إلى سورية ولبنان.
  • إسرائيل التي دعت في الماضي إلى إنهاء حكم الأسد، على خلفية الفظائع التي ارتكبها النظام، تخلت فعلياً عن موقفها هذا منذ أعاد الروس إلى الرئيس السوري السيطرة على جنوب سورية. بالنسبة إلى إسرائيل، الهدف الأساسي هو إبعاد عناصر الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية وعناصر حزب الله عن المنطقة.
  • في نهاية حزيران /يونيو التقى الملك عبد الله رئيس الحكومة نفتالي بينت في الأردن في إطار الخطوات الرامية إلى توثيق العلاقات بين الدولتين، بعد الأزمة الخطِرة التي مرت بها في نهاية ولاية بنيامين نتنياهو كرئيس للحكومة. إسرائيل ليست متحمسة للتقارب الأردني –السوري، لكن ثمة شك في أنها ستحاول عرقلته.