على الرغم من التقارير التي نشرتها وسائل إعلام أجنبية، نقلاً عن مصادر في "حماس"، بشأن حدوث تقدُّم في مفاوضات التسوية مع إسرائيل وإعادة إعمار قطاع غزة، لا يرون في إسرائيل أي تقدُّم.
مصادر في "حماس" تحدثت في الأيام الأخيرة عن تقدُّم في النقاشات الدائرة بين قيادة الحركة وكبار المسؤولين في الاستخبارات المصرية نحو التوصل إلى تفاهمات تشكل اختراقاً في هذا الموضوع. يُعتقَد في إسرائيل أن المصريين يبذلون قصارى جهدهم من أجل التوصل إلى استقرار الوضع في القطاع، ويبحثون مع قيادة "حماس" في كيفية زيادة دخول البضائع من مصر إلى غزة عن طريق رفح، لأن مثل هذه الخطوة يخدم مصلحتهم ويعزز مكانتهم الدولية، وخصوصاً إزاء الأميركيين. مع ذلك، في هذه المرحلة لم يحدث اختراق أو تغيير في الوضع القائم، ولا في قضية إعادة إعمار غزة ومسألة الأسرى والمفقودين.
يعتقدون في إسرائيل أن "حماس" ترى أهمية كبيرة لمجرد وصول قيادة الحركة، بتركيبة واسعة، إلى لقاء قمة في القاهرة لم يحدث منذ وقت طويل. ومن الواضح للطرفين أن الحديث مع المصريين له تأثير أيضاً في الهدوء النسبي في الفترة الأخيرة. فالتسهيلات المدنية المقدمة إلى غزة، من نواحٍ عديدة، خلقت وضعاً يشبه ما كان قائماً قبل عملية "حارس الأسوار"، من بين أمور أُخرى بسبب زيادة دخول البضائع إلى إسرائيل عبر معبر إيرز. من جهة أُخرى لم تُحَل حتى الآن مشكلة إدخال أموال المساعدة القطرية التي يجب دفعها إلى موظفي "حماس" بسبب صعوبة إيجاد آلية تتلاءم مع المطالب التي وضعتها إسرائيل.
على أي حال، تعتقد المؤسسة الأمنية أن الهدوء النسبي في الفترة الأخيرة ليس صدفة، بل يعبّر أيضاً عن رغبة "حماس" في تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع والحصول على تسهيلات إضافية من مصر. لكن في نهاية الأمر سيضطر المستوى السياسي في إسرائيل إلى اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بالمسائل المدنية في القطاع، وفي موضوع المال القطري، ومسألة ما هو الثمن الذي ستكون القدس مستعدة لدفعه مقابل صفقة محتملة مع "حماس" تتعلق بالأسرى والمفقودين.