قال تقرير أصدره مراقب الدولة الإسرائيلية متنياهو أنجلمان أمس (الثلاثاء) إن أداء الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو اتسم بكثير من التقصير فيما يتعلق بمواجهة فيروس كورونا، وأشار إلى أنه نتجت من هذا التقصير سلسلة من العيوب والإخفاقات، بينها فرض إغلاق تام على مرافق الدولة في أثناء مواجهة الجولة الثانية من انتشار الفيروس، وذلك بسبب عدم عقد جلسة للحكومة مع المجلس الوزاري المصغر المكلف بشؤون كورونا.
وأضاف التقرير أن الحكومة السابقة امتنعت كذلك من إجراء مناقشات في هيئتها العامة بشأن القرارات الحاسمة، أو اتخذت هذه القرارات في وقت متأخر للغاية. وكشف التقرير عن أن تدهور الوضع في إسرائيل إلى حد الحاجة إلى فرض إغلاق تام كان نتيجة حتمية لعدم إجراء نقاش بشأن الحد من انتشار الفيروس بناء على توصيات مجلس الأمن القومي، وهو ما أدى إلى الإضرار بالعمل بنموذج الإشارة الضوئية (أي فرض الإغلاق على المدن والبؤر المصابة بصورة كبيرة دون غيرها لتجنُّب الإغلاق الشامل)، الأمر الذي أنتج شلّ المرافق الاقتصادية وخروج نسبة كبيرة من السكان في إسرائيل إلى دائرة البطالة المدفوعة الأجر.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن نتنياهو أصر على الانفراد بسلسلة من القرارات، منها اقتناء 7000 جهاز تنفس استعداداً لمعالجة عشرات آلاف المصابين الذين من المرشح أن يحتاجوا إليها، وأكد أنه كان تقديراً مضخماً مال نتنياهو إلى التمسك به مخالفاً بذلك آراء الخبراء. كما أشار إلى أنه من ضمن النتائج الوخيمة المترتبة على سياسة حكومة نتنياهو السابقة، تطبيق فحوصات متعلقة بمكافحة كورونا داخل بلدات اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] بطريقة لا تتلاءم مع حدّة انتشار المرض، بالإضافة إلى التأخير في المصادقة على فرض حجر صحي على العائدين من خارج البلد، الأمر الذي ترك فجوة 9 أشهر من دون رقابة على هؤلاء العائدين، وتنفيذ استراتيجيات خروج من الإغلاقات بصورة حادة وقاطعة من دون اعتماد التدريج المطلوب.
وأكد التقرير أيضاً أن الحكومة السابقة لم تبادر إلى عقد جلسة للتباحث في تأثير كورونا في مجالات الاقتصاد والتربية والتعليم والرفاه إلا بعد مرور 4 أشهر على ظهور الإصابة الأولى بالفيروس في إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن عدم وجود ميزانية عامة للدولة لسنة 2020 أدى إلى تفاقم الوضع، وإلى عدم استعداد وزارة المال بصورة مناسبة لإمكانية تفشّي الفيروس. وأكد ضرورة إصلاح كل هذه العيوب لمواجهة الموجة الرابعة من الفيروس التي تشهدها إسرائيل في الوقت الحالي بصورة أفضل.
من ناحية أُخرى أظهرت معطيات نشرتها وزارة الصحة الإسرائيلية أمس أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا سجل رقماً قياسياً جديداً في إثر تشخيص 11077 مواطناً إسرائيلياً خلال يوم واحد على أنهم إيجابيون للفيروس. ودفعت هذه الزيادة بإسرائيل إلى تصدُّر المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد المصابين بالفيروس من أصل كل مليون نسمة في الأيام السبعة الماضية.
وعلى الرغم من هذه الأرقام القياسية، إلا إن الحكومة الإسرائيلية أقرت افتتاح السنة الدراسية اليوم (الأربعاء) كالمعتاد.
وقالت وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية يفعات شاشا- بيتون خلال جلسة لطاقم المسؤولين التربويين في مكاتب الوزارة: "أنا على علم بالمخاوف التي تعتري بعض الأهالي، وأنا أعلم أيضاً أن الأمر لن يكون سهلاً، لكن علينا الامتثال لواجبنا الأخلاقي بإعادة الطلاب إلى الصفوف الدراسية وإعادة الإحساس بالاستقرار لتعزيز شعورهم بالأمان، ونحن كمجتمع مدينون لهم بذلك."
وأكدت الوزيرة أنها لن تتردد في تغيير البرنامج وتكييفه مع التطورات على أرض الواقع.