المعادلة الإيرانية الجديدة
تاريخ المقال
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة
تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.
- إيران تغيّر قواعد اللعبة وتضع معادلة جديدة رداً على القصف الإسرائيلي في سورية على أهداف إيرانية وأُخرى تابعة لحزب الله. لقد قررت إيران الرد بهجمات على سفن إسرائيلية أو سفن أجنبية يملكها إسرائيليون في عرض البحر، هذا هو تقدير جهات أمنية رفيعة المستوى في أعقاب الهجوم الذي وقع في نهاية الأسبوع على سفينة "كرسر ستريت" في خليج عُمان، والذي أسفر عن مقتل مدنييْن على متن السفينة، الأول بريطاني والثاني روماني، السفينة يملكها يابانيون، لكن شركة بريطانية خاصة يملكها رجل الأعمال أيال عوفر هي التي تديرها.
- بحسب تقديرات جهات أمنية في إسرائيل، تعرضت السفينة لهجوم بمسيّرتين إيرانيتين انتحاريتين أُسقطتا على السفينة، الواحدة تلو الأخرى، وعلى ما يبدو أُطلقتا من سفينة إيرانية في عرض البحر كانت تتعقب استخباراتياً سفينة "مرسر ستريت".
- المسيّرتان الإيرانيتان كانتا دقيقتين ويمكنهما الوصول إلى مسافة بعيدة تقدَّر بنحو مئات آلاف الكيلومترات، وهما خطرتان جداً وتستخدمهما إيران بصورة دائمة في الهجوم على أهداف في السعودية والعراق.
- هذا هو الهجوم الإيراني الخامس على سفن إسرائيلية، أو يمكن اعتبارها إسرائيلية. التقدير في إسرائيل هو أن الإيرانيين قرروا توسيع الحرب البحرية ضد إسرائيل لأنهم في هذه الجبهة يتفوقون عليها عسكرياً.
- لدى إيران أسطول بحري كبير ومسيّرات وصواريخ دقيقة يمكنها أن تصل إلى مدى بعيد يبلغ مئات آلاف الكيلومترات، وهي موجودة على متن سفن لا تستطيع إسرائيل الوصول إليها، كما أن 90% من التجارة التي تصل إلى إسرائيل تأتي عن طريق البحر، وهو ما يمنح إيران إمكان مهاجمة أهداف كثيرة في عرض البحر.
- لم يحاول الإيرانيون إخفاء مسؤوليتهم عن الهجوم على سفينة "مرسر ستريت". وتحاول إيران بواسطة هذا الهجوم نقل رسالة إلى إسرائيل بأنها لن تقبل القصف الإسرائيلي على أهداف في سورية واستهداف المحور الشيعي الذي تتزعمه، وأن إسرائيل مكشوفة أمام الهجمات على أهداف إسرائيلية في عرض البحر، وهي ليست قادرة على الدفاع عنها.
- تقول مصادر رفيعة المستوى في القدس إن إسرائيل سترد عسكرياً على "هجوم إيران الإجرامي على مدنيين أبرياء"، وأنها ستواصل مهاجمة أهداف في الأراضي السورية لمنع التمركز العسكري الإيراني وتهريب السلاح إلى حزب الله ومشروع الصواريخ الدقيقة.
- والتقدير في إسرائيل أنه من المحتمل أن يكون زعيم حزب الله حسن نصر الله هو الذي طلب من الحرس الثوري الإيراني الرد باسم المحور الشيعي على مقتل اثنين من عناصره في سورية. يشعر نصر الله بأن يديه مكبلتان الآن إزاء الرد على إسرائيل من الأراضي اللبنانية بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعانيها البلد ومحاولة تأليف حكومة جديدة. كما يتخوف نصر الله من أن يجرّ الهجوم من الأراضي اللبنانية على إسرائيل إلى رد عسكري إسرائيلي عنيف يزعزع السلطة الضعيفة في لبنان ويؤدي إلى انهيارها.
عقوبات على الصواريخ والمسيّرات الإيرانية
- أتى الهجوم الإيراني على سفينة "مرسر ستريت" قبل أيام قليلة من استلام الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي منصبه، وبينما المحادثات النووية في ڤيينا معلقة بعد 6 جولات من المناقشات.
- الهجوم على السفينة يورط إيران، ليس فقط مع إسرائيل، بل أيضاً مع بريطانيا ورومانيا واليابان. إسرائيل بدأت الآن حملة دولية للمطالبة بمعاقبة إيران على أعمالها الإرهابية الدولية. الرسالة الإسرائيلية هي أن على العالم وضع قيود على إيران ومعاقبتها على أعمالها الإرهابية، وعلى إنتاج المسيّرات والصواريخ الباليستية، وعدم الاكتفاء بفرض قيود عليها فقط في الموضوع النووي.
- وبحسب تقرير نشرته "الوول ستريت جورنال" نقلاً عن مصادر أميركية، الولايات المتحدة تفحص مشروعاً لفرض عقوبات على مشروع الصواريخ الدقيقة والمسيّرات الإيرانية، وترى أن هذه القدرات الإيرانية تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار في الشرق الأوسط...
- المسيّرات الإيرانية لدى الميليشيات الشيعية غيّرت صورة القتال الجوي في المنطقة- وهي قادرة على التحليق لمسافة مئات آلاف الكيلومترات وإصابة أهدافها بدقة.
- قائد الحرس الثوري الإيراني تباهى الشهر الماضي بأن لدى بلاده مسيّرات قادرة على الطيران لمسافة 7000 كيلومتر والهبوط في أي مكان.
- المسيّرات هي نوع جديد من السلاح في الحروب المعاصرة يمكن أن يهدد أي دولة. معظم أجهزة الرادار الموجودة لا تستطيع كشفها في أثناء تحليقها. وتستخدم الميليشيات الشيعية في جنوب سورية أيضاً سلاح المسيّرات الإيرانية، الأمر الذي يثير مخاوف الأردن. كما تتخوف من هذه المسيّرات الولايات المتحدة وإسرائيل.
- بدأ الاهتمام الأميركي - الإسرائيلي بموضوع المسيّرات بعد الهجوم المنسوب إلى المتمردين الحوثيين بالصواريخ والمسيّرات المفخخة على منشآت النفط "أرامكو" في السعودية في 14 أيلول/سبتمبر 2019، وهذه المسيّرات التي قطعت مسافة آلاف الكيلومترات أصابت الهدف بدقة وتسببت بضرر كبير.
- يوجد بين الولايات المتحدة وإسرائيل تنسيق أمني وثيق في كل ما له علاقة بالمسيّرات الإيرانية.
- اقترحت إسرائيل في اجتماع مجموعة العمل الإسرائيلية الأميركية المشتركة في واشنطن قبل أكثر من شهرين إشراك دول عربية أُخرى في المجموعة تواجه خطر المسيّرات، مثل السعودية والأردن. كما اقترحت المجموعة الإسرائيلية إقامة "منطقة ممنوعة على الطيران" (No Flying Zone) في سماء الشرق الأوسط ضد المسيّرات الإيرانية، وأي مسيّرة تحلّق في هذه المنطقة يجري إسقاطها.