اسمحوا لخالدة جرار بالمشاركة في جنازة ابنتها
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- مساء يوم الاثنين عُثر على شابة فارقت الحياة في منزل في مخيم اللاجئين قدورة في رام الله. الشابة هي الناشطة اليسارية الفلسطينية سهى جرار ابنة الحقوقية الفلسطينية والمدافعة عن الحرية الأسيرة لدى إسرائيل خالدة جرار. يُضاف إلى المأساة الإنسانية التي تواجهها عائلة الشابة التي فقدت حياتها منع أسيرة سياسية لا تحظى بأبسط حقوقها، من المشاركة في دفن ابنتها.
- قبل اعتقالها الحالي مكثت خالدة جرار في السجن عدة أعوام، جزء كبير منها في الاعتقال الإداري (تسمية تُستخدم قانونياً لتبرير السجن مدة غير محددة زمنياً من دون محاكمة ومن دون أدلة). مدة اعتقالها الأخيرة كانت 20 شهراً انتهت في شباط/فبراير 2019. بعد مرور 9 أشهر على الحرية اقتحم جنود منزلها في البيرة واعتقلوها مجدداً. بعد 16 شهراً على اعتقالها، اضطرت جرار إلى "الاعتراف، في إطار صفقة ادعاء، بعضويتها في الجبهة الشعبية". وبحسب لائحة الاتهام، يتلخص نشاطها في أمرين: الأول تحمُّل مسؤولية النشاطات الوطنية - السياسية للجبهة والعلاقة بالسلطة الفلسطينية، والثاني تقديم تحليل للوضع السياسي.
- لماذا صفقة ادعاء؟ بالنسبة إلى جرار، الجواب واضح: المحاكمة تجري في محكمة عسكرية، وتخضع للقانون العسكري، وبإشراف المدعي العام العسكري وقاضٍ جندي، وبالتالي ليس هناك مجال لأية عدالة. وفي مواجهة التهديد بالسجن عشرة أعوام خططت جرار لاستخدام المحاكمة للكشف عن التعذيب الذي تعرضت له هي ورفاقها في التحقيق. لكن المحكمة التي ليست سوى ذراع أُخرى لسلطات الاحتلال قررت إجراء المحاكمة وراء أبواب مغلقة، وتركت جرار غير قادرة على الدفاع عن نفسها من خلال فضح ما يجري علناً.
- اختيار صفقة الادعاء بدلاً من إدارة ملف الأدلة سيبرره المدعي العام بـ"صعوبات في الأدلة". ما هي هذه الصعوبات؟ اعتُقلت جرار خلال موجة اعتقالات واسعة لنشطاء في الجبهة الشعبية بعد اعترافات من معتقلين سابقين. لكن هذه الاعترافات استُخرجَت من خلال أعمال تعذيب قاسية.
- بعد إطلاق سراحها من الاعتقال السابق روت خالدة جرار لعميرة هاس أن أقسى تجربة مرت بها خلال أشهر الاعتقال كانت وفاة والدها كنعان ومنعها من المشاركة في جنازته ("هآرتس"، 8/3/2019). في ذلك الحديث ذكرت ابنتها سهى التي زارتها عشية اعتقالها في المستشفى وحملت إليها طعاماً طبخته لها. هذه المرة كان ينتظر جرار إعلان وفاة سهى ومنعها من المشاركة في جنازتها. هذه التجربة يجب ألاّ يمر بها أحد، ويجب ألاّ تعيشها جرار مرتين. إذا كان من الممكن السماح للقاتل العنصري عامي بوبر [قتل في سنة 1990 سبعة عمال فلسطينيين وجرح 11 آخرين] بالخروج من السجن، يجب أيضاً السماح للمناضلة من أجل الحرية خالدة جرار بدفن ابنتها وتوديعها بكرامة وإنسانية.
- جرار هي من كبار الثائرات النسويات الاشتراكيات المعاديات للاستعمار، التي عرفها الشعب الفلسطيني وتحظى باعتراف المجتمع الدولي واحترامه. حتى من دون علاقة بوفاة ابنتها يجب إطلاق سراحها فوراً من الاعتقال السياسي الذي تخضع له، والذي سينتهي في جميع الأحوال بعد 3 أشهر.
الكلمات المفتاحية