وزير خارجية الاتحاد الأوروبي: لقاء لبيد فرصة لتوثيق العلاقات مع إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال جوزيف بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم (الاثنين) إن اللقاء بين وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وبين وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد هو "فرصة جيدة لتوثيق العلاقات الثنائية مع إسرائيل، وأيضاً بشأن الوضع في الشرق الأوسط." وأضاف بوريل أن توثيق العلاقات أمر مطلوب بعد "تدهور العلاقات في الماضي بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي." جاء كلام بوريل هذا قبل انعقاد مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بعد الظهر، والذي سيكون لبيد ضيفه المركزي.

وكان لبيد دُعيَ إلى حضور جلسة مجلس وزراء الخارجية الذي يشارك فيه 26 وزيراً، ومن المتوقع أن يشجع لبيد على عودة الحوار الإسرائيلي - الأوروبي في إطار ما يسمى "المجلس الاستشاري" – الذي ينظم العلاقة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي في موضوعات التجارة والسياسة الخارجية. ولم يعقد هذا المجلس اجتماعات في الأعوام الأخيرة بسبب خلافات في الرأي بين الأطراف.

بالإضافة إلى ذلك من المتوقع أن يعلن لبيد نية إسرائيل المشاركة في مشروع "أوروبا الإبداع" الذي يقدم دعماً غير مسبوق يقدَّر بمئات ملايين الدولارات لمشاريع ثقافية في دول متعددة، بينها تمويل أفلام وترجمة كتب وإقامة مؤسسات ثقافية في الدول المشاركة. وزيرة الثقافة السابقة ميري ريغيف رفضت مشاركة إسرائيل في الخطوة في سنة 2017 بسبب منع استخدام الأموال في مشاريع في المستوطنات، وفي القدس الشرقية، وفي هضبة الجولان.

والتقدير في إسرائيل أنه بعكس الخط المتشدد الذي انتهجته ريغيف ضد الخطة، فإن رئيس الحكومة نفتالي بينت وحزب يمينا في الائتلاف سيوافقان على الدفع بالخطة قدماً. وذلك بعد أن أيّد بينت في سنة 2013 تسوية تسمح بانضمام إسرائيل إلى خطة مشابهة للاتحاد الأوروبي هي "هوريزون 2020" في موضوع العلم، والتي منعت هي أيضاً استخدام الميزانية وراء الخط الأخضر.

وقالت مصادر سياسية لـ"هآرتس" إن مجرد دعوة  لبيد بعد شهر فقط على استلامه منصبه هو "حدث مهم يدل على رغبة دول الاتحاد الأوروبي في فتح صفحة جديدة مع إسرائيل، لكن ليس من الواضح إلى أي حد تستطيع هذه الدول، أو يهمها، تجديد منظومة العلاقات بين الطرفين." وبحسب أحد المصادر المطّلعة على فحوى الزيارة، فإن "نتنياهو عمل عن قصد على تدهور العلاقة بالدول الأوروبية في الأعوام الأخيرة، على خلفية الخط الانتقادي الذي دفع به قدماً وتفضيله التركيز على العلاقات مع الدول التي تتعاون معه، في الأساس هنغاريا واليونان وقبرص وبولندة ورومانيا. ولدى لبيد نية واضحة لترميم العلاقات. والأوروبيون أيضاً كانوا ينتظرون تغيّر السلطة في إسرائيل." وبحسب كلام المصدر، "ليس من الواضح ما إذا كانت العملية ستنجح بصورة كاملة. في إمكان لبيد تحقيق عدد غير قليل من الإنجازات، لكن من أجل تعديل علاقة الاتحاد بإسرائيل يريد الوزراء الأوروبيون رؤية تقدُّم مهم في العملية السياسية، لكن حكومة بينت - لبيد ليست جاهزة للدفع بها قدماً حالياً."

وقال لبيد خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إنه "لا يوجد حالياً إمكانية لحل الدولتين." وقال في خطابه: "هناك شيء جيد يجري بيننا وبين المعتدلين في العالم العربي. وأريد توسيع دائرة السلام مع دول إضافية، ونريد أن تشمل هذه الدائرة في نهاية الأمر الفلسطينيين." وأضاف: "ليس سراً أنني أؤيد حل الدولتين. هناك أمر يجب أن نتذكره كلنا – إذا قامت دولة فلسطينية فيجب أن تكون دولة ديمقراطية ومناصرة للسلام. لا يمكن أن نبني بأيدينا تهديداً إضافياً لحياتنا. ما يجب فعله حالياً هو الامتناع من القيام بخطوات تمنع إمكانية السلام في المستقبل، ونحن نريد تحسين حياة الفلسطينيين، وكل ما هو إنساني نحن ندعمه."

وتطرّق وزير الخارجية إلى التهديدات الخارجية ووصف إيران بالمصدر الأول للإرهاب في العالم، وبأنها لم تتخل يوماً عن طموحها الحصول على سلاح نووي، ولم تُخفِ أنها تستهدف إسرائيل بهذا السلاح. كما تطرّق لبيد إلى المخاطر التي تهدد إسرائيل على الحدود الشمالية في مواجهة حزب الله وعلى الحدود الجنوبية مع غزة.