المهمة الملحة الماثلة أمام رئيس الدولة الجديد اعتماد جدول أعمال داخلي جديد لإسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أدى يتسحاق هيرتسوغ أمس (الأربعاء) اليمين الدستورية لشغل منصب الرئيس الـ11 لدولة إسرائيل خلفاً للرئيس رؤوفين ريفلين الذي شغل هذا المنصب خلال السنوات الـ7 الأخيرة. ولا شك في أن السنوات الـ7 الفائتة كانت صعبة وخطرة في ظل القيادة الفاشلة لرئيس حكومة منفلت العقال لا يتورع عن مهاجمة مؤسسات الدولة وتحريض فئات المجتمع على بعضها البعض.
- ومعروف أنه في أثناء ولاية ريفلين بدأت التحقيقات ضد رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، ولاحقاً قرر المستشار القانوني للحكومة أن يقدم ضده لوائح اتهام تتضمن توجيه تهم بارتكاب مخالفات تلقّي رشوة وخداع وخيانة الأمانة. وعلى أعتاب انتهاء ولاية ريفلين بدأت محاكمة نتنياهو. وطوال هذه الفترة كان على ريفلين الدفاع عن مؤسسات الدولة، ولا سيما الجهاز القضائي أمام الهجمات المتكررة التي شنها نتنياهو الذي قرر أن يتصرف كشخص جانح، وأخذ يبث سمومه ضد الشرطة والواقف على رأسها، وضد النيابة العامة والمستشار القانوني للحكومة والمحكمة ووسائل الإعلام.
- كما أقيمت خلال سنوات ولاية ريفلين السبع خمس جولات انتخابية، جرت أربع جولات منها خلال أقل من سنتين، وذلك بعد أن واجهت إسرائيل طريقاً سياسياً مسدوداً. وقام ريفلين بإسناد مهمة تأليف الحكومة أكثر من مرة إلى شخص متهم بارتكاب مخالفات جنائية. كما أن ريفلين هو الذي اخترع فكرة حكومة الرأسين برئاسة نتنياهو وبني غانتس، والتي اندرجت ضمن الذاكرة العامة بأنها حكومة فاسدة أدت إلى أن تفقد أجزاء واسعة من الجمهور ثقتها بالحكومة.
- وأكثر من أي شيء آخر سيتم تذكّر ريفلين بأنه الذي ألقى "خطاب الأسباط" الذي وصف فيه المجتمع الإسرائيلي بأنه منقسم إلى أربعة أسباط متساوية من حيث حجمها- العلمانيون، والحريديم [اليهود المتشددون دينياً]، والمتدينون، والعرب- ويتعين عليها أن تبحث عن جدول أعمال إسرائيلي جديد على أساس روح واحدة مشتركة بغية اعتماده. غير أن مظاهر التشرذم تعمقت أكثر فأكثر خلال سنوات ولايته، في حين أصبح المجتمع الإسرائيلي أكثر استقطاباً، سياسياً وطائفياً ودينياً وقومياً، وبات على حافة نشوب حرب أهلية. وحاول ريفلين إيقاف التدهور، لكن القوى التي حاربها رأت أنه يحاول وضع حدود لها فوجهت سهام التحريض ضده أيضاً.
- لا شك في أن هيرتسوغ يتسلم مهمات منصبه كرئيس للدولة والمجتمع الإسرائيلي في إحدى أشد لحظات حضيضه، لكن مع فارق مهم جداً هو عدم وجود نتنياهو في سدة الحكم وفي ظل وجود حكومة جديدة- حكومة التغيير برئاسة نفتالي بينت ويائير لبيد، والتي تضم أحزاباً من اليمين واليسار ويهوداً وعرباً- ووضعت هدفاً لها هو مداواة الجروح وإصلاح الدمار الذي خلّفه نتنياهو وراءه. ويمكن القول إن هذه الأرض جيدة من أجل زرع "جدول الأعمال الإسرائيلي الجديد" الذي تحدث عنه ريفلين.