مخطط أفيتار سابقة خطرة حولت جيش الدفاع الإسرائيلي إلى جيش تشريع البؤر الاستيطانية غير القانونية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- امتاز الأسبوع الثالث لحكومة بينت - لبيد بزيارتين سياسيتين ناجحتين إلى الخارج وتسوية ناجحة في الداخل. وزير الخارجية يائير لبيد قطف ثمار اتفاق التطبيع الذي زرعته حكومة نتنياهو عندما افتتح سفارة إسرائيل في الإمارات. ورئيس الدولة المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين قام بزيارة وداعية إلى الولايات المتحدة والتقى نظيره جو بايدن، جرى خلالها الاتفاق على إرسال دعوة قريباً إلى رئيس الحكومة نفتالي بينت لزيارة البيت الأبيض. حكومة التغيير يستقبلها المجتمع الدولي بأذرع مفتوحة.
- الأمور في الداخل تصل متأخرة قليلاً. الاتفاق المخيب للأمال، الذي جرى التوصل إليه هذا الأسبوع مع مستوطني بؤرة أفيتار غير القانونية، لا يشكل سبباً كافياً لتفكيك الائتلاف الذي جرى العمل كثيراً على تشكيله واستطاع إطاحة بنيامين نتنياهو من السلطة. يمكن أن نفهم رغبة بينت ولبيد ورؤساء سائر الكتل في ضمان هدوء مصطنع، على الأقل حتى إقرار ميزانية خلال أشهر معدودة.
- مع ذلك تدل أحداث الأسبوع على أن هناك طرفاً واحداً، الجناح اليساري- الوسط في الحكومة، اضطر إلى التنازل وقبول التسوية. لقد نجح المستوطنون بصورة جيدة في المناورة على بينت، ومن خلاله المناورة على شركائه في اليسار. وباستطاعتهم أن يسجلوا لأنفسهم انتصاراً. وكما شرحوا كان هدفهم واضحاً، الحصول على أرض مستوطنة جديدة. الاتفاق لا يمنع ذلك، صحيح أن السكان يغادرون، لكن المنازل الحجرية لن تغادر وستبقى مكانها. وسيقيم الجيش الإسرائيلي موقعاً دائماً في البؤرة إلى أن تتضح مسألة مستقبلها بعد انتهاء فحص الوضع القانوني للأرض.
- أمس ذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع بني غانتس وجد نفسه وحيداً في المعركة. زملاؤه في الحكومة من حزب يوجد مستقبل ومن العمل وميريتس لم يتدخلوا تقريباً في القضية. الوزيران شاكيد وزئيف إلكين ضغطا، مدعومان من بينت، وجرى التوصل إلى اتفاق. هذا التوصيف أغضب زعماء الأحزاب الأُخرى من الجناح اليساري. هم يدّعون أن غانتس أعطاهم الانطباع بأنه سيعالج موضوع البؤرة وسيتوصل إلى إخلائها، ولم يطلب قط مساعدتهم، وهو الآن يريد تحميلهم المسؤولية. وفي رأيهم، سلوك وزير الدفاع لا يزال سلوك وزير يعاني من رواسب الماضي وشعوره بالمرارة، لأن الحكومة الجديدة حرمته منصب رئيس الحكومة المناوب لمصلحة يائير لبيد الذي من المفترض أن يصبح رئيس حكومة في إطار الاتفاق مع بينت.
- هذا ليس موضوع الخلاف الوحيد بين غانتس ونظرائه، فمحاولته تشكيل لجنة تحقيق حكومية في قضية الغواصات كُبحت حتى الآن. إثنان من وزراء حزب العمل، رئيسة الحزب ميراف ميخائيلي ونحمان شاي، من الموظفين السابقين في إذاعة الجيش الإسرائيلي، طلبا البحث بصورة مستعجلة في نية إغلاق المحطة الإذاعية العسكرية. إذ يعارض الإثنان الإغلاق ويدّعيان أنه يكفي إجراء بعض التغييرات المطلوبة، مثل تعيين قائد جديد في الشهر المقبل، وتقليص سيطرة أبواق السلطة السابقة، من أجل إعادة الإذاعة إلى المسار الصحيح.
- لقد نجح غانتس في اللحظة الأخيرة في لجم نية بينت التعهد للمستوطنين بأن تقام في بداية آب/أغسطس في المكان مستوطنة للمحافظة على الطابع المدني للمكان. في النهاية جرى الاتفاق على أن تُقام المستوطنة فقط بعد الانتهاء من التحقيق القضائي. لكن حتى في الجيش لم يعجبهم الاتفاق النهائي. طوال سنين رفض الجيش طلب المستوطنين استبدال اخلاء بؤرة بوجود قوة عسكرية. مثل هذا الحل لم تجر الموافقة عليه في الماضي لأنه يفرض على الجيش وضع قوة عسكرية في مكان ليس هناك حاجة عسكرية لذلك ويحوله إلى حارس للبؤر غير القانونية. غانتس بالتحديد وافق على ذلك وخلق سابقة خطرة لأن القوة يمكن أن تبقى في المكان طوال أشهر عديدة حتى انتهاء التحقيق القضائي.
- يبدو أن الخطوة الصحيحة المطلوبة سواء من غانتس ومن رئيس الأركان أفيف كوخافي كانت الإصرار على إخلاء أفيتار فوراً بعد إقامتها في أيار/مايو. التسوية التي جرى التوصل إليها حولت الجيش إلى مشرعن رسمي للبؤر الاستيطانية من خلال طمس الفارق بين اعتبارات أمنية واعتبارات استيطانية. النوايا الحسنة مثل تجنب اخلاء بالقوة والمحافظة على استقرار الحكومة أديا إلى استخدام غير لائق للجيش وخلق سابقة اشكالية جداً.