تراكُم الإشارات إلى تصاعُد احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • يبدو أن ثمة أموراً آخذة بالتغيّر في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في الشهرين الأخيرين، وتزداد الإشارات إلى تصاعُد احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة فيها. وإذا ما سألتم قائد لواء السامرة في الجيش الإسرائيلي العقيد روعي تسفايغ فسيقول لكم إنه موجود منذ الآن في خضم انتفاضة. فلواء السامرة معتاد منذ عدة أعوام على مواجهة أعمال شغب مرة أو مرتين في الأسبوع، لكنه في الآونة الأخيرة يواجه أربع بؤر شغب يومياً، معظمها يتعلق بالاحتجاج على البؤرة الاستيطانية غير القانونية "أفيتار" [بالقرب من نابلس] بالإضافة إلى القيام بحملات مداهمة ليلية بصورة يومية.
  • ومنذ أيار/مايو الفائت يساهم آلاف الفلسطينيين في أعمال الشغب في المناطق [المحتلة]، وهي أعداد لم تشهدها هذه المناطق منذ عدة أعوام. وإذا ما أضفنا إلى ذلك أن 35 فلسطينياً قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال الشهرين الأخيرين (جزء منهم "إرهابيون")، وأن جزءاً من أعمال الشغب هذه موجّه ضد السلطة الفلسطينية، التي يبدو أنها على وشك فقدان السيطرة ميدانياً في الفترة الأخيرة، نحصل على الشرارات المتطايرة في الجو، والتي تنذر بما هو أشد وأدهى.
  • حتى يوم أمس (الخميس) يمكن القول إن الحكومة الإسرائيلية نجحت في إرجاء انفجار اللغم الرئيسي المتعلق ببؤرة "أفيتار"، لكن بصورة موقتة فقط.
  • كذلك يمكن القول إن مناطق يهودا والسامرة كانت هادئة بصورة مفاجئة في الأعوام الأخيرة حتى في مواجهة تحديات، مثل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، و"صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وكذلك تهديدات إسرائيل بالضم. ولعل ما ساهم في ذلك حقيقة أن 120.000 فلسطيني كانوا يعملون في إسرائيل، وسمحت هذه الأخيرة لهم بالاستمرار في العمل فيها حتى خلال الفترات المتوترة، وذلك من منطلق الفهم أن مثل هذه الخطوة يعزز الاستقرار في المناطق [المحتلة].
  • على الرغم من ذلك، إلّا أنه لا بد من التذكير بأن السلطة الفلسطينية قامت في الوقت عينه بقيادة مئات الأشخاص للمشاركة في تظاهرات أقيمت كل ليلة أمام بؤرة "أفيتار" الاستيطانية. لكن هذه السلطة بدأت مؤخراً تفقد السيطرة على شوارعها، إذ تسبب مقتل الناشط المعارض نزار بنات تحت التعذيب بإخراج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في حملة احتجاج لم نر مثيلاً لها منذ أعوام. ولا شك في أن تجربتنا مع يهودا والسامرة تعلمنا أنه لا يوجد فراغ في هذه المناطق: فعندما تضعف السلطة الفلسطينية تتعزز قوة حركة "حماس"، وعندما يكون هناك غضب في الشوارع يتم توجيهه في نهاية المطاف نحو إسرائيل.