لا يكفي التركيز على الاتفاق النووي الإيراني، إسرائيل بحاجة إلى استراتيجيا شاملة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • الصراع ضد إيران دخل مرحلة صعبة في نظر إسرائيل. مؤخراً انتُخب الرئيس إبراهيم رئيسي الزعيم المحافظ المتشدد المقرب من المرشد الأعلى آية الله خامنئي؛ في هذه الأثناء تسعى الولايات المتحدة بقيادة الرئيس جو بايدن لتوقيع اتفاق نووي مع إيران يبدو حتى الآن أسوأ من الاتفاق السابق؛ في المقابل تقلص الولايات المتحدة قواتها العسكرية في الشرق الأوسط. إيران من جهتها لم تتخلّ عن تطلُّعها إلى ترسيخ وجودها في سورية، وتوثق علاقاتها بـ"حماس"، وتنمّي العلاقة بالحوثيين في اليمن في صراعهم ضد السعودية وإسرائيل.
  • في مقابل مسعى إقناع الولايات المتحدة بعدم التنازل لإيران في موضوعات جوهرية في الاتفاق النووي، ومع استمرار المعركة بين الحروب ضد التسلل الإيراني إلى سورية وتسليح حزب الله بالصواريخ الدقيقة، هناك حاجة إلى استراتيجيا أكثر شمولاً، شبيهة بتحالف دول الأطراف الاستراتيجي في الستينيات والسبعينيات. يوجد في سورية والعراق أقلية كردية مهمة تتطلع إلى الاستقلال، أو على الأقل إلى حكم ذاتي. تقديم المساعدة إلى الأكراد من طرفيْ الحدود مهم لبناء حاجز بين إيران وسورية. وإيران نفسها لديها مشكلة أقليات حادة. فقط 55% من السكان هم من أصل فارسي. الباقون هم أذريون شيعة، وجزء منهم عمل من أجل الالتحاق بأذربيجان؛ وأكراد وعرب وبلوتشيون من السُّنة. كل الأقليات السُّنية موجودة على حدود إيران وفي المناطق التي تعمل فيها تنظيمات معارضة للنظام في طهران وتسعى لإنهاء قمع هذا النظام. في هذه المناطق وقعت الاضطرابات الأكثر ضراوة في 2019 و2020.
  • بالنسبة إلى لبنان، إسرائيل بحاجة إلى تركيز جهد دعائي وسياسي واستراتيجي إزاء السكان السُّنة والمسيحيين والدروز. يعاني لبنان أزمة اقتصادية وأزمة حكم عميقة، وجزء كبير من الشعب يتهم حزب الله وحسن نصر الله شخصياً وحلفاءه في الحكم بالإهمال المجرم والاستيلاء على مقدّرات الدولة. إسرائيل بحاجة إلى التعلم من أخطاء وأوهام الماضي، وعليها ألّا تتردد في العمل بطريقة ناجعة وذكية لمساعدة الطوائف الكبرى على التحرر من قبضة حزب الله وإيران. يهدد الزعماء الإسرائيليون لبنان بتدمير البنى التحتية الوطنية في حال نشوب حرب شاملة مع حزب الله. هل تريد إسرائيل تحويل كل الطوائف إلى أعداء لها؟ هل سيسمح المجتمع الدولي بذلك على الرغم من أن إسرائيل على حق؟ من الواضح أن حزب الله سيبادر إلى حرب شاملة ضد إسرائيل، فقط بأمر من طهران، وبحسب حاجاتها الاستراتيجية، وفي الأساس ضمن سياق مشروعها النووي.
  • إطلاق كثيف للصواريخ من لبنان على الأراضي الإسرائيلية يمكن أن يوقع الكثير من الضحايا المدنيين في البلد. لذا، فالتهديد المركزي يجب أن يكون موجهاً نحو إيران وليس نحو لبنان.
  • يجب التذكير بأن آية الله الخميني قرر إنهاء الحرب مع العراق "وتجرّع الكأس المُرّة" كما قال، فقط بعد أن أمر صدام حسين بإطلاق صواريخ سكود على طهران وتسبب بفرار 30% من سكان المدينة. يمكن الافتراض أن حلفاءنا في الخليج وخارجه سيكونون مستعدين للمساعدة في هذ الجهد الاستراتيجي. ويجب أن تكون هذه السياسة الإسرائيلية علنية ومرفقة بأفعال لتحقيق التأثير في وعي كل الجماهير المستهدفة.