قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن الأهداف العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بقصفها خلال عملية "حارس الأسوار" العسكرية في قطاع غزة هي أهداف عالية الجودة وعددها أكبر بثلاث مرات مما استُهدف في العمليات العسكرية السابقة.
وأضاف كوخافي، في سياق كلمة ألقاها خلال يوم دراسي لإحياء ذكرى وفاة الرئيس الـ15 لهيئة الأركان العامة أمنون ليبكين - شاحك أقيم في كلية عسكرية في تل أبيب أمس (الأربعاء)، أن الإنجازات التكتيكية التي حققتها هذه العملية لا تؤدي بالضرورة إلى هدوء طويل الأمد ولا تعني أن حركة "حماس" لن تشنّ مرة أُخرى هجمات ضد إسرائيل في وقت قريب.
وقال كوخافي إن على المؤسسة العسكرية أن تكون متواضعة بشأن التأثير الرادع الذي أحدثته هذه العملية، مشيراً إلى أن حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967] كانت انتصاراً واضحاً وحاسماً ومع ذلك اندلعت بعد وقت قصير منها حرب الاستنزاف.
وشدد كوخافي على أن الهدف من عملية "حارس الأسوار" العسكرية لم يكن إطاحة حركة "حماس" الحاكمة في غزة، لكن تحقيق درجة من الردع ضد هذه الحركة وضد حركة الجهاد الإسلامي باعتبارهما أقوى فصيلين مسلحين في القطاع وإعاقة قدرتهما على شنّ حرب في المستقبل بصورة كبيرة.
وقال كوخافي: "لقد حرمناهما امتلاك قدرات هائلة في مجال إنتاج الصواريخ والقذائف وغيرها من الأسلحة. وعملنا على تحييد النطاق الجوفي وهو أمر وضعتا فيه مخزوناً لمدة 15 سنة وسيتعين عليهما التفكير في كيفية المضي قدماً، ودمرنا بشكل شبه كامل القدرات الجوية والبحرية التي كانت لديهما، وقتلنا ناشطين منهما، بمن فيهم ناشطون كبار، وأحبطنا معظم الهجمات التي حاولتا تنفيذها."
وأشار كوخافي إلى أن إسرائيل بحاجة إلى تطوير سياسات واضحة فيما يتعلق بقطاع غزة و"حماس" من أجل تحقيق انتصار استراتيجي على هذه الحركة.
وأقرّ رئيس هيئة الأركان العامة بأن الجيش فشل في منع "حماس" والجهاد الإسلامي من إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون في اتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية خلال فترة العملية العسكرية [التي استمرت 11 يوماً]، لكنه في الوقت عينه أشار إلى أنه تم اعتراض معظم الصواريخ التي كانت على وشك إحداث أضرار من جانب منظومة "القبة الحديدية"، التي قال الجيش الإسرائيلي إن نسبة معدل اعتراضاتها الناجحة بلغت نحو 90%.
يُذكر أنه خلال العملية العسكرية المذكورة تم إطلاق أكثر من 4300 صاروخ من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، والتي تسببت بمقتل 13 شخصاً في إسرائيل، وبإلحاق أضرار مادية كبيرة. وكانت مدينة أشكلون التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 130.000 نسمة الأكثر تضرراً بصورة خاصة، إذ أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية كبيرة خلال كل يوم من أيام العملية.