حكومة طوارىء
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- بعد 4 معارك انتخابية ممتلئة بالافتراءات والتحريض وانتهاك القانون والمسّ بحقوق المواطن تألفت الحكومة. يمكن أن تنقطع خيوطها في أي لحظة، والخلافات الجوهرية بين أعضائها تهدد بالانفجار، ومنشقّون محتمَلون يمكن أن يمنعوها من أداء القسم، وحتى لو أدت القسم فإنها ستواجه تحديات صعبة لا تُحتمل، كل عضو فيها عبوة ناسفة يمكن أن تؤدي إلى تحطمها.
- هذه ليست الحكومة التي يحلم بها مواطنو إسرائيل، لا من اليمين ولا من اليسار. لكنها الحكومة التي تمثل تطلعاً شعبياً واسعاً لإطاحة حكم نتنياهو السيئ والفاسد. إنها مهمة وطنية تتجاوز في أهميتها كل أيديولوجيا ورؤيا، لأن دولة إسرائيل وصلت في فترة حكم نتنياهو إلى عتبة عدم القدرة على استبدال السلطة، وانضمت تقريباً إلى أنظمة استبدادية تتنكر في زي الديمقراطيات.
- الحركات السياسية وزعماؤها الذين توحدوا معاً وتعالوا فوق الاعتبارات الأنانية يستحقون الثناء، لأنهم رأوا الخطر وقرروا الوقوف في وجهه. هذه حكومة طوارىء وطنية، فإذا نجحت تستطيع إعادة السياسة الإسرائيلية والخطاب العام إلى طريق التعقل. وهي لن تمحو أو تخفي الفجوات الأيديولوجية، بل ستسمح بوجودها ضمن مساحة أكثر نقاء يمكن أن يعمل فيها خصوم سياسيون من دون أن يصنَّفوا كأعداء أو خونة.
- هذه حكومة مجرد تأليفها حطم جدران فصل سامة أخرجت العرب من الحيز السياسي في إسرائيل، ومنعت أي اتصال أو تعاون بين اليسار واليمين. هذه الأسس البديهية في أي دولة ديمقراطية متنورة تحولت تحت حكم نتنياهو إلى مواد مشتعلة استهلكت المجتمع الإسرائيلي، بحيث لم يعد يعترف بحقيقة أُخرى ويؤمن بوجودها.
- أعضاء الحكومة الجديدة ورئيسها لم يخونوا ناخبيهم ولم يبيعوا قيَمهم. هم قاموا بتوسيع اللوحة والساحة اللتين يمكن من خلالهما تمثيل هذه القيَم. ولذلك هم يستحقون كل دعم شعبي. من الضروري أن تنجح هذه الحكومة لأنه لا بديل منها. وهذه مسؤولية جسيمة يتحملها كل عضو من أعضائها بصورة فردية وجماعية.