كفى!
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- لدى كتابة هذه السطور بلغ عدّاد دماء ضحايا عملية "حارس الأسوار" 212 قتيلاً في غزة، بينهم 61 طفلاً وولداً وشاباً و36 امرأة. في إسرائيل قُتل منذ بداية العملية 13 شخصاً، بينهم طفل في الخامسة من عمره. 1400 شخص جُرحوا في غزة، نصفهم من النساء والأولاد. و50 منهم حالتهم حرجة. في إسرائيل تعطلت الحياة بصورة مطلقة، على الأقل في نصف البلد، بينما يعيش كثيرون في ظل خوف دائم.
- بينما تتكدس الجثث ومعها ركام الأنقاض والدمار في المنشآت العسكرية والأبراج والمنازل والبيوت والمكاتب والبنى التحتية المدنية في غزة، تستمر العملية من دون عرقلة، مع أنه من الواضح منذ عدة أيام أنها لن تؤدي إلى أي مكان، باستثناء زرع المزيد من القتل والدمار في غزة وإسرائيل.
- إذا كان لهذه العملية إنجازات بالنسبة إلى إسرائيل - وهي في أحسن الأحوال في المدى القصير- فإنها استنفدت نفسها منذ وقت. الآن تتواصل العملية بقوة الاستمرار، فقط لأن إسرائيل قادرة على مواصلتها بـ"ثمن ضئيل" نسبياً، في الأساس من أجل إثارة إعجاب مواطنيها بقدرات الجيش الإسرائيلي والشاباك، الذين يقاتلون في مواجهة كيان عسكري أدنى منهم بما لا يقارَن. إذا استمرت العملية أياماً أُخرى فإنها ستؤدي فقط إلى المزيد من القتل والدمار غير الضروريين. وهي بالتأكيد لن تسفر عن أي فائدة بالنسبة إلى إسرائيل. هي فقط ستزرع المزيد من الخوف والكراهية والمهانة والرغبة في الانتقام.
- في الوضع الحالي ليس أمامنا سوى وقف العملية فوراً، من دون تأخير أو ذرائع، حتى قبل أن يضع المجتمع الدولي نهاية لها. يجب وقف "حارس الأسوار" فقط بسبب المعاناة والألم الهائلين اللذين تسببت بهما لمليوني شخص، وليس لأن الولايات المتحدة تطلب ذلك من إسرائيل- هذه العملية يجب أن تتوقف أيضاً لأنها لا تساعد إسرائيل.
- هذه حرب خيار خاسرة أُخرى من بين حروب كثيرة. سبقتها كل الأخطاء الممكنة: استفزازات عنيفة لا ضرورة لها في القدس الشرقية، وفي حي الشيخ جرّاح، وفي بوابة نابلس، وفي المسجد الأقصى. صحيح أن هذا لا يبرر إطلاق "حماس" الصواريخ العشوائية على السكان المدنيين، لكن كان من الأفضل لو أن إسرائيل سعت للمحافظة على الهدوء في فترة التوتر هذه بدلاً من خلق الاستفزازات.
- على الرغم من الكلام المتغطرس الصادر عن المستويين السياسي والعسكري، فإن هجمات إسرائيل الآن لا فائدة منها. قادة "حماس" والجهاد الإسلامي الذين اغتالتهم سيُستبدَلون بآخرين، والقدرات العسكرية للتنظيمين سيُعاد بناؤها بسرعة، وستكون أكثر تطوراً وخطورة من السابق، كما جرى بعد العمليات السابقة.
- لا يوجد حل عسكري لغزة، وعملية "حارس الأسوار" لن تغير هذا الواقع أيضاً. لذا، يجب وقفها فوراً.