قبل العودة إلى الاتفاق النووي، إدارة بايدن تحاول تهدئة مخاوف المنطقة
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

  • بينما أصبحت المحادثات في ڤيينا في مرحلة متقدمة، وبعد زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي الرفيع المستوى إلى واشنطن في الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بشأن الخطر الذي تنطوي عليه العودة إلى الاتفاق النووي، ترسل إدارة بايدن وفداً يضم مسؤولين رفيعي المستوى من وزارتي الخارجية والدفاع لإجراء محادثات في السعودية والإمارات ومصر والأردن. كما يضم الوفد خبراء في الاستخبارات، وتستمر الزيارة حتى السابع من هذا الشهر.
  • الناطق بلسان الخارجية الأميركية نيد برايس قال إن هدف الزيارة تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، كما ستتناول موضوع إيران والمفاوضات التي تجري في ڤيينا.
  • لكن العالم العربي لا يتعامل بجدية مع هذا الإعلان، ومن الواضح أن الدول العربية المعتدلة التي تنتمي إلى المحور السني المعتدل، والتي سيزوها الوفد، ستعبّر عن مخاوفها الكبيرة من المضي قدماً في اتجاه العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران.
  • وكان الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث هاتفياً هذا الأسبوع مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد عن موضوع التهديد النووي الإيراني، وأعرب عن تأييده توسيع التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
  • تابع العالم العربي باهتمام شديد زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي الرفيع المستوى إلى واشنطن في الأسبوع الماضي، وعلى الرغم من عدم إعطاء تفصيلات كثيرة بشأن نتائج الزيارة فإن الانطباع السائد من خلال تقارير وسائل الإعلام هو أن إسرائيل بدأت تدرك حقيقة أن إدارة بايدن متمسكة بالاتفاق النووي مع إيران الذي انسحب منه الرئيس ترامب في سنة 2018، وتنوي أيضاً رفع العقوبات، وفي الوقت الحالي تنتهج إسرائيل سياسة "تقليص الأضرار". وهي تستعد لتقديم وثيقة إلى إدارة بايدن تتضمن سلسلة مطالب أمنية وضمانات كتعويض عن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.
  • بالاستناد إلى مصادر أميركية، سيكون استمرار الحرب في اليمن أحد الموضوعات التي سيعالجها الوفد الأميركي خلال زيارته إلى السعودية. فالرئيس بايدن قلق جداً جرّاء فشل مساعيه لوقف الحرب في اليمن، وعلى ما يبدو زادت إيران هجمات المتمردين الحوثيين على السعودية بواسطة صواريخ باليستية ومسيّرات مفخخة كأداة ضغط على الولايات المتحدة في محادثات ڤيينا، وهي لا تنوي بتاتاً وقف هذه الحرب.
  • في الشهر الماضي طلبت إدارة بايدن من الكونغرس الدفع قدماً بعمليات بيع منظومات سلاح دفاعية للسعودية والإمارات، بينها صفقة بيع طائرات أف-35 للإمارات، والتي جرت الموافقة عليها خلال فترة ولاية الرئيس ترامب. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تتعامل مع الإمارات كـ"شريك مهم في مجال محاربة الإرهاب"، ومع السعودية كـ"شريك استراتيجي"، وأن الولايات المتحدة لن تقف موقف المتفرج عندما يتعرض أحد حلفائها، والمقصود السعودية، للقصف يومياً (على يد المتمردين الحوثيين في اليمن).
  • وبالاستناد إلى مصادر أميركية، سيبحث الوفد الأميركي في مصر موضوعات الأمن الإقليمي وحقوق الإنسان في مصر، في ضوء الضغط الكبير الذي يمارَس على الرئيس بايدن داخل الولايات المتحدة لمعالجة موضوع انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
  • في الأردن سيبحث الوفد الأميركي مع الملك عبد الله مسائل أمنية إقليمية، ومحاولة الأمير حمزة إقامة صلات ضد الملك، وتداعيات تأجيل الانتخابات البرلمانية في الأراضي الفلسطينية.
  • ثمة شك كبير في أن يتمكن الوفد الأميركي من تبديد مخاوف الدول العربية التي سيزورها من خطر العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران الموضوع المركزي الذي يشغل بال زعماءالشرق الأوسط الذين يتابعون عن كثب محادثات ڤيينا.
  • يومياً تنتشر أخبار وإشاعات من خلال وسائل إعلام عربية ودولية تتحدث عن تنازلات كبيرة تقوم بها إدارة بايدن في محادثات ڤيينا، تسارع الإدارة الأميركية إلى تكذيبها. هذه الأخبار تفرض على إدارة بايدن محاولة تهدئة حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وخصوصاً بعد زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي إلى واشنطن.
  • أحد مخاوف السعودية والإمارات الكبيرة هو أن يؤدي رفع العقوبات عن إيران إلى تقوية الأخيرة اقتصادياً، وإلى تدفق المال الوفير لتعزيز قوة وكلائها الشيعة في اليمن والعراق وسورية ولبنان، وتزويدهم بصواريخ باليستية ومسيّرات، وتوسيع انتشارهم في هذه الدول.