الانفصال بين الضفة وغزة يبدأ بتدفيع إسرائيل الثمن
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • الجيش الإسرائيلي غير مهتم بالتصعيد. يوجد منطق استراتيجي وراء التسوية مع "حماس"، مفاده أن الربح من جولة قتال أُخرى سيكون هامشياً، وفي النهاية سنجد أنفسنا في النقطة عينها. أيضاً بنيامين نتنياهو غير مهتم بالتصعيد. الهدوء النسبي في مواجهة الفلسطينيين هو أحد الإنجازات التي يتباهي بها، وهو يسهّل عليه العلاقات مع دول عربية، ويتيح للمنظومة التركيز على العمليات ضد إيران.
  • بالإضافة إلى ذلك لم ييأس نتنياهو بعد من الحصول على تأييد الحركة الإسلامية لخطواته السياسية، ومشكلة الحرم القدسي لا تساعد قط في خلق أجواء التسامح والأخوّة. "حماس" أيضاً، بالاستناد إلى معلّقين من الجيش الإسرائيلي، ليست معنية بالتصعيد. بالنسبة إلى يحيى السنوار، الوضع مريح مع المال القطري بالإضافة إلى أنه "مرتدع". مع ذلك جاء التصعيد.
  • الواقع الذي انتظرنا كلنا أمس (السبت) أن ينتهي نهار الصوم في غزة، وتنتهي وجبة الإفطار بسلام، كي يقرروا إطلاق الصواريخ على غلاف غزة للتعبير عن تضامنهم مع القدس هو أمر سخيف طبعاً، لكن لنحاول شرح الوضع كما يبدو لدى الطرف الثاني: بالنسبة إلى الفلسطينيين، إسرائيل تقوم بتغيير الوضع القائم في القدس عموماً، وفي الحرم القدسي خصوصاً. وهذا ليس ادعاء جديداً، لكن هذه المرة يتعلق الأمر بالقيود التي فُرضت على دخول المصلّين إلى منطقة باب العمود، تحديداً في رمضان - عندما يأتي آلاف المصلّين إلى المكان، ويجري خفض صوت المؤذن، وطبعاً المشاجرات العنيفة بين شبان يهود وعرب، التي تثيرها فيديوهات التيك توك، تسمم القلوب.
  • في السنوات الأخيرة، موضوع المسجد الأقصى هو الوحيد الذي ينجح في تحريك احتجاج شعبي لدى الفلسطينيين، من أم الفحم في إسرائيل، وصولاً إلى الشجاعية في غزة. كل هذا يفسر ما يحدث في القدس، وربما في الضفة، لكنه لا يفسر قرار "حماس" إطلاق الصواريخ.
  • في الماضي وقعت حوادث كبحتها "حماس"، وكانت أخطر من تلك التي رأيناها في الأيام الأخيرة، وهي أيضاً شملت وقوع قتلى. قرار إطلاق النار في نهاية الأسبوع له علاقة بجدول سياسي زمني لدى الفلسطينيين: بعد أقل من شهر، من المفترض أن تجري انتخابات البرلمان الفلسطيني. أبو مازن، الذي من المنتظر أن يُهزَم في صناديق الاقتراع، ينوي إلغاءها. و"حماس" لا تريد ذلك، ورسالتها إلى إسرائيل: إذا منعتم إجراء الانتخابات في القدس الشرقية، وبذلك تنقذون أبو مازن، فستدفعون الثمن. هذا إطلاق نار تحذيري وهو أيضاً دعاية انتخابية ليست سيئة، لأن "حماس" تصور نفسها على أنها لا تريد ترك المقدسيين وحيدين.
  • أبو مازن لا يأبه فعلاً. التوتر في القدس يعطيه ذريعة جيدة لإلغاء الانتخابات إذا انزلقت المواجهات إلى الضفة الغربية، والتي تحدث في الأساس في مناطق إسرائيل و"حماس". وهو يتمنى التوفيق للطرفين. لكن هذا التصعيد، إذا نجحوا في تطويقه، أو إذا اشتعل واتخذ صورة انتفاضة الفايسبوك والسكاكين في سنة 2015، فهو بالنسبة إلينا مؤشر إلى نهاية حقبة.
  • حتى الآن كانت إسرائيل تعتبر، عن حق، الانفصال بين "حماس" و"فتح" ميزة استراتيجية. حدثت أزمات خلال السنوات، لكن دائماً في نهاية الأمر كان يُعثر على حبل نجاة لأبو مازن. هذه المرة هو ناور بمزيج من العناد والافتقار إلى معرفة النفس، الأمر الذي أوصله إلى هذا المنعطف الخطِر. نحن نقترب من النقطة التي ستبدأ فيها الرغبة الإسرائيلية بالمحافظة على النظام القائم في دفع ثمن. الخريطة السياسية الفلسطينية يجب أن تنتظم من جديد. وإذا لم يجرِ الأمر بصورة جيدة فإن الأمور ستصبح أسوأ.