مصلحة مشتركة لإيران وإسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • في الشهر المقبل ستجري الانتخابات الرئاسية في سورية، لكن في هذه الأثناء ليس هناك حملة في وسائل الإعلام ولا في الشوارع، وأيضاً ليس واضحاً ما إذا كان الاقتراع سيتمحور حول مسألة "نعم لبشار الأسد أو لا"، أم سيظهر مرشح أو مرشحان إضافيان يعطيان الانتخابات صبغة ديمقراطية مزعومة.
  • مَن يريد الترشح يجب أن يكون في الأربعين من عمره، ويحمل الجنسية السورية من جهة أحد والديه، وليس لديه ملفات جنائية، وليس متزوجاً من أجنبية. ويجب أن يحصل على تأييد 35 عضواً في البرلمان في دمشق، وأن يكون مقيماً بسورية خلال السنوات العشر الأخيرة. بهذه الطريقة أُغلقت الطريق أمام المرشحين الذي هربوا من حرب النظام ضد مواطنيه.
  • تعتبر المعارضة السورية هذه الشروط "نكتة سمجة"، في المقابل يضيف سفير سورية في موسكو رياض حداد أن الانتخابات ستجري فجأة بسبب الكورونا، وليس هناك موعد ملزم لها.
  • الأسد نفسه لم يقدم بعد ترشيحه، لكنه ينوي أن يفعل ذلك. وهذه ستكون ولايته الرابعة، على الرغم من أن الدستور يحدد ولايتين فقط. وبحسب كل المؤشرات، حُددت النتائج بمشاورات خفية مع روسيا وإيران، المنشغلة حالياً بالمفاوضات التمهيدية مع الولايات المتحدة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.
  • الرئيس جو بايدن ليس مهتماً بسورية بحد ذاتها - في تقدير جهات استخباراتية أميركية، إذا تحققت نتائج إيجابية في المفاوضات مع إيران، حينها ستهدأ سورية وحزب الله في لبنان. على هذه الخلفية، ظهر قاسم مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وروسيا: كلٌّ لأسبابه مهتم باستمرار النظام السوري من دون مفاجآت.
  • بالنسبة إلى إسرائيل، الأسد هو الأٌقل سوءاً، وإذا كانت تريد الاستمرار في مهاجمة قواعد عسكرية إيرانية في سورية من الأفضل بقاء الرئيس الذي تعرفه، وألّا تنفجر ثورة دموية تؤدي إلى تدخلات أقوى من طرف روسيا وإيران وتركيا. نعم تركيا منزعجة، ورجب طيب أردوغان يمكن أن يُصدر في أي لحظة الأمر بغزو عميق.
  • في الإجمال الأسد يشعر بالارتياح. في تقدير الوضع يظهر تحركه الخاص: عندما لا يحصل على ما يريد من الإيرانيين يسارع إلى التوجه إلى رجل الاتصال الروسي، وعندما لا يحصل على ما يريد من الروس يستدعي رجل الاتصال الإيراني المرتبط بخامنئي في طهران.
  • بعد خمسة أعوام على وجودها في سورية، روسيا تمنع سقوط نظام الأسد- وإسرائيل لا تقوم بهجمات واسعة يمكن أن تخرق هذا التوازن. في المقابل، لا يحق لسورية العودة إلى حضن العالم العربي، لكن ثلاث إمارات في الخليج الفارسي - عُمان، وأبو ظبي، ودبي - أرسلت برقيات تهنئة إلى الأسد بمناسبة ذكرى الاستقلال "عيد الجلاء" وخروج الفرنسيين من سورية.
  • بقي موضوع أخير: الأسد وكبار مساعديه يتجاهلون مشكلة اللاجئين السوريين. هناك على الأقل 5.5 مليون لاجىء سوري يقيمون بتركيا والأردن ولبنان ومصر، ومسجَّلون كمواطنين في دولتهم، لا يحلمون بالعودة ما دام بشار الأسد وشقيقه ماهر يديران السلطة بوحشية. على هذه الخلفية تبرز ظاهرة مدهشة، آلاف اللاجئين يتوجهون إلى إسرائيل مطالبين "خذونا". حكاية المرضى السوريين الذين تلقوا العلاج لدينا أثارت الأمل، لكن إسرائيل في هذه الأثناء لا تزال مصرة على رفضها.
 

المزيد ضمن العدد 3544