تقرير: بدعم من راعم، الكنيست الإسرائيلي يصادق على تشكيلة اللجنة المنظمة التي اقترحتها الأحزاب المعارضة لنتنياهو
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

صادق الكنيست الإسرائيلي أول أمس (الاثنين) على تشكيلة اللجنة المنظمة التي اقترحتها الأحزاب المعارضة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أن أقدمت قائمة راعم [القائمة العربية الموحدة التابعة للحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي] في الدقيقة الأخيرة على إسقاط الاقتراح الذي قدمه حزب الليكود. وفي البداية لم يتواجد أعضاء الكنيست من راعم في الجلسة الأولى، لكنهم حضروا في الجلستين الثانية والثالثة، وصوتوا ضد الاقتراح.

وجاءت هذه الخطوة بعد لحظات من إعلان تحالف "يمينا" وحزب الليكود أنهما توصلا إلى توافق بشأن اللجنة المنظمة، وأوضحا أن "يمينا" سيؤيد الاقتراح الذي سيعرضه الليكود في الهيئة العامة بالنسبة إلى تشكيلة اللجنة المنظمة للكنيست.

واتخذ التصويت على اللجنة المنظمة منعطفاً دراماتيكياً عندما دخل أعضاء الكنيست من راعم إلى اجتماع الهيئة العامة للكنيست في اللحظة الأخيرة للتصويت ضد اقتراح الليكود وتقديم دعمهم لاقتراح بديل دفعت به الكتلة بقيادة عضو الكنيست يائير لبيد رئيس حزب "يوجد مستقبل".

وتتحكم اللجنة المنظمة، وهي أول لجنة يتم تشكيلها في الكنيست بعد الانتخابات، بجدول الأعمال في الكنيست الجديد حتى تأليف حكومة جديدة، ويشمل ذلك اللجان البرلمانية ومَن سيكون أعضاؤها. ومع استمرار حالة الجمود السياسي التي تعقّد تشكيل ائتلاف حكومي يمكن لنفوذ اللجنة المنظمة أن يكون أكبر.

ومع الموافقة النهائية على الاقتراح المدعوم من كتلة لبيد ستُشكَّل اللجنة المنظمة من 33 عضو كنيست، وذلك على النحو التالي: 16 عضواً من كتلة الأحزاب التي تريد إطاحة نتنياهو، و14 عضواً من الكتلة التي يقودها نتنياهو، وواحد من راعم، وإثنان من "يمينا".

وفي إثر ذلك كتب لبيد في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر"، إن نجاح كتلته في التصويت وفشل نتنياهو يمثلان خطوة صغيرة أُخرى في الطريق نحو حكومة وحدة وطنية.

وعقد لبيد في وقت سابق أول أمس اجتماعاً مع عضو الكنيست منصور عباس رئيس راعم في الكنيست. وقالت مصادر مطلعة على الاجتماع إن الرجلين ناقشا التعاون، ليس فقط فيما يتعلق بالتصويت بشأن اللجنة المنظمة، لكن أيضاً بشأن نشاطات مستقبلية أُخرى للكنيست ستصبح ذات صلة بعد تشكيل اللجنة المنظمة.

وقالت المصادر نفسها إن لبيد وعد عباس بمنصب نائب رئيس الكنيست، وبأن يكون لقائمة راعم مقعد في اللجنة المالية في الكنيست، وبأن تترأس لجنة يُعتزَم تشكيلها لمحاربة العنف في المجتمع العربي.

وقال عباس إنه قرر عدم دعم اقتراح الليكود بسبب هجمات حلفاء نتنياهو من حزب الصهيونية الدينية، والذين يتهمون راعم بمعاداة الصهيونية ودعم الإرهاب.

وأضاف عباس أن راعم أظهرت أنها ليست في جيب أحد، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لا علاقة لذلك بالخطوة التالية، ولا علاقة لها بتأليف الحكومة. وقال: "ما زلنا نقول إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وكل مَن يتقبلنا سنتقبله."

وكما ذُكر، فعندما حان وقت التصويت على اللجنة المنظمة في الهيئة العامة للكنيست تظاهر أعضاء الكنيست الأربعة من راعم بداية بأنهم سيمتنعون من التصويت من خلال مغادرتهم القاعة، لكنهم عادوا بعد ذلك مع بدء تسمية الأسماء للتصويت النهائي على الاقتراح وصوتوا ضد اقتراح الليكود. وبذا رُفض الاقتراح بأغلبية 60 صوتاً في مقابل 58 صوتاً. وظل أعضاء الكنيست من راعم في قاعة الكنيست للتصويت لمصلحة اقتراح لبيد المضاد، الذي تم تمريره بأغلبية 60 صوتاً في مقابل 51 صوتاً.

وأشاد رئيس كتلة "يوجد مستقبل" عضو الكنيست مئير كوهين، الذي قدم اقتراح المعارضة لتشكيل اللجنة المنظمة، بنتيجة التصويت.

وقال كوهين: "إن تركيبة اللجنة المنظمة ستضمن استمرار نشاطات الكنيست بأفضل طريقة لتعكس ميزان القوى كما حدده الناخبون."

في المقابل قال عضو الكنيست إيتمار بن غفير من حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] اليميني المتطرف، الشريك في تحالف الصهيونية الدينية، إن على الليكود أن يفهم أنه لا يمكن الوثوق بكارهي إسرائيل.

وقبل التصويت توصل "يمينا" إلى اتفاق مع الليكود بشأن اقتراح قدمه الأخير وكان من شأنه أن يمنح الأحزاب الموالية لنتنياهو نصف مقاعد اللجنة المنظمة، وأن يمنح "يمينا" مقعدين.

 يُشار إلى أن نتنياهو كان يأمل بتأليف حكومة تستند إلى دعم راعم من الخارج، لكن الفكرة لاقت رفضاً من حزب الصهيونية الدينية الذي كرر أنه لن ينضم إلى ائتلاف حكومي يعتمد على التعاون مع الأحزاب العربية.

وعلى الرغم من ذلك فإن نتنياهو ما زال يركز هجومه على بينت.

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل اجتماع كتلة الليكود في الكنيست أول أمس، إن على بينت دعم اقتراح الليكود فيما يتعلق بتركيبة اللجنة المنظمة.

وأضاف نتنياهو: "اليوم هو لحظة الحقيقة لنفتالي بينت. يجب أن يتوقف عن السباق نحو حكومة يسارية مع لبيد وحزب العمل. عليه أن يدعم إجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة، وأن يدعم اقتراحنا بشأن اللجنة المنظمة. إذا لم يفعل بينت ذلك، فهذا يعني أنه يتعاون مع اليسار."

ولا تزال أمام نتنياهو، الذي كلفه رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في وقت سابق من الشهر تأليف حكومة جديدة بعد حصوله على توصيات معظم أعضاء الكنيست، نحو أسبوعين لإكمال المهمة قبل أن يدرس ريفلين خيارات أُخرى.

 

المزيد ضمن العدد 3544