في حال انتخاب نزار عوض الله رئيساً لـ"حماس" في غزة سيُعتبر ذلك بمثابة إنجاز كبير لإيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • في حال انتخاب نزار عوض الله لرئاسة حركة "حماس" [الإرهابية] في قطاع غزة [في الانتخابات الداخلية للحركة التي جرت مؤخراً] وإطاحة يحيى السنوار الذي انتُخب لهذا المنصب قبل 4 سنوات، فإن الحديث يدور حول هزة أرضية حقيقية في قيادة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ الانقلاب الذي قامت به ضد السلطة الفلسطينية سنة 2007.
  • ويمكن القول إن الدلالة الرئيسية لانتخاب عوض الله الذي يُعتبر أقل كاريزمية من السنوار، هي أن هناك تدخلاً كبيراً من جانب إيران في قطاع غزة بصورة عامة وفي قيادة "حماس" بصورة خاصة.
  • من المعروف أن انتخاب السنوار رئيساً لـ"حماس" في غزة وانتخاب إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي للحركة قبل 4 سنوات، أدى إلى الحدّ من نفوذ أعضاء المكتب السياسي للحركة الذين يقيم معظمهم بالخارج. وهذا الأمر تسبب باستياء عدد من أعضاء المكتب السياسي، وخصوصاً أنه أدى أيضاً إلى وجود شرخ بينهم وبين الجناح العسكري للحركة الذي يُعتبر السنوار جزءاً منه.
  • بالإضافة إلى كل ما تقدّم لم ينظر عدد من أعضاء المكتب السياسي بارتياح إلى التحالف الذي عقده السنوار مع مصر، وكذلك إلى الهدوء النسبي الذي ساد خلال السنة الأخيرة في منطقة الحدود بين القطاع وإسرائيل، وذلك بسبب الاتصالات غير المباشرة التي تجري مع إسرائيل بوساطة الاستخبارات المصرية للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد وتسوية الوضع في القطاع، وبسبب المنح المالية من قطر التي يتم تمريرها إلى غزة شهرياً.
  • لن يكون تخميناً بعيداً عن الواقع القول إن نزار عوض الله، الذي شغل سنوات طويلة منصب مندوب المكتب السياسي لـ"حماس" في دمشق وأقام علاقات وثيقة مع مسؤولين كبار في نظام الملالي في طهران، نُظر إليه من طرف الإيرانيين بصفته المرشح الأفضل من ناحيتهم للوقوف على رأس "حماس" في غزة حتى ولو على حساب السنوار الذي لا يحظى بدعم عناصر الحركة في القطاع فحسب، بل أيضاً يحظى بدعم السكان المدنيين.
  • إذا ما تبين أن عوض الله سيقف على رأس "حماس" في غزة فسيشكل ذلك تغييراً ذا دلالات جيوسياسية بسبب محاولات إسرائيل التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة بمساعدة المصريين، كما سيشكل إنجازاً كبيراً لإيران، التي يبدو أنها معنية من خلاله بأن تعيد القوة والنفوذ في "حماس" إلى أعضاء المكتب السياسي الذين يقيمون بالخارج ويُعتبرون مقربين من طهران.