كشفت مصادر إسرائيلية خاصة لقناة التلفزة الإسرائيلية i24NEWS أمس (الثلاثاء) أن السوريين سلّموا مؤخراً الروس، الذين يبحثون عن جثة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في مقبرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، والذي حوكم وأُعدم شنقاً في 18 أيار/مايو 1965 في سورية بتهمة التجسس، غرضاً شخصياً تعود ملكيته إليه.
وأضافت هذه المصادر نفسها أن الروس نقلوا هذا الغرض إلى إسرائيل لفحصه، وأشارت إلى أنه غرض شخصي لكوهين، ومن الممكن أن يكون بقايا ملابسه أو بعض الوثائق التي تخصه.
من ناحية أُخرى أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في المقابلة التي أجرتها معه قناة i24NEWS مساء أمس، أن عمليات البحث عن جثة كوهين في سورية جارية فعلاً هذه الأيام. ويُعتبر هذا التصريح أول تصريح رسمي إسرائيلي بهذا الشأن.
ورداً على سؤال عن تقارير تتحدث عن بذل جهود كبيرة للعثور على جثة كوهين في سورية بمساعدة روسيا، قال نتنياهو: "إنها صحيحة. هذا كل ما يمكنني أن أقوله الآن". وأضاف: "إنني ملتزم بإعادة كل جنودنا الذين سقطوا. قمنا بإعادة جثة [الجندي] زخاريا باومل وتم ذلك بسبب العلاقة الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أرسل في حينه قوات روسية استناداً إلى معلومات استخباراتية قدمتها إسرائيل لإعادة باومل. سنواصل هذه الجهود لإعادة كوهين وكل الباقين".
ونقلت قناة التلفزة نفسها عن مصدر روسي مقرب من الاستخبارات الروسية التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن السوريين قدموا إلى الجنود الروس خرائط تفصيلية للمنطقة المحيطة بمخيم اليرموك للاجئين، بؤرة البحث عن جثة كوهين. وأشارت القناة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مصدر روسي إجراءات البحث عن جثة الجاسوس الإسرائيلي، بالإضافة إلى تأكيد التعاون بين قوات الجيشين السوري والروسي.
يُشار إلى أن إيلي كوهين بدأ نشاطاته السرية في سورية سنة 1961، منتحلاً اسم كامل أمين ثابت. وعلى مر السنوات تمكن من تطوير علاقات متينة وأصبح قريباً من رئيس الحكومة السورية واستغل ذلك في نقل معلومات استخباراتية لإسرائيل بشأن انتشار الجيش السوري في هضبة الجولان، وفي ذروة نشاطه رُشّح لتولي منصب نائب وزير الدفاع السوري.