الصندوق الدائم لإسرائيل: صندوق دائم للأبرتهايد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • تعرّفوا على الصهيونية في سنة 2021: "انقذوا" أراضي الضفة الغربية بواسطة الصندوق الدائم لإسرائيل [كييرن كييمت ليسرائيل]، "انقذوا أراضي" في الجليل أيضاً، كي لا تقع الأراضي المقدسة في أيدي الإسرائيليين النجسين الذين هم ليسوا يهوداً. إذا كان هناك مَن لديه شك في الطابع القومي العنصري، نعم العنصري، للصهيونية في ردائها المعاصر، جاء رئيس الكيرن كييمت إبراهام دوفدوفاني وأزال آخر الشكوك.
  • مثل نصوص صهيونية كثيرة أُخرى، أيضاً المقابلة الأخيرة التي أجراها معه كالمان ليفسكينر من قناة "كان 11" هذا الأسبوع،  يجب ترجمتها إلى لغة أوروبية، كلمة لاستبدال العرب بيهود - كي نصدم. عندما يكون النص بالعبرية ويتعلق بالعرب يبدو أنه لا يصدم أحداً في إسرائيل. "ساعدوني، جاري يريد أن يبيع الأرض ليهودي" يقول المُعادي للسامية الحقير. "ساعدوني، جاري يريد أن يبيع الأرض لعربي" يقول الصهيوني النقي الأخلاقي. هذه هي الصهيونية كما قال لنا أحد زعمائها.
  • هذه سنة 2021 وليس سنة 1921، الدولة قامت وتحولت إلى قوة عظمى، لكن شيئاً لم يتغير في الجشع العقاري لهذه الحركة المنحرفة. لنضع جانباً الاستخدام المبتذل لمصطلح "إنقاذ الأرض" - كبرنا على هذا الشعار مكتوباً على الصندوق الأزرق، وغسيل دماغنا بدأ منذ ذلك الحين - ولا نسأل مَن الذي ننقذ الأرض منه ولمصلحة مَن. لكن كيف يمكن لممثل مؤسسة صهيونية التحدث عن شراء أراض في الجليل الإسرائيلي، العربي - اليهودي، في دولة من المفترض أنها ديمقراطية، من أجل إنقاذها كي لا تقع في أيدي مواطنين عرب.
  • دوفدوفاني، الجليل ليس ملكاً لك، هو ملك لسكانه الذين لحسن الحظ لم يُطرَدوا كلهم على يدي آباء الصهيونية في سنة 1948، لذلك بقيت المنطقة الأخيرة من البلد التي يوجد فيها أكثرية عربية. ما السيئ في ذلك؟ هذا جيد فقط. هذه أرضهم، تماماً كما هي أرضك، وأكثر منك قليلاً، لأنهم بعكسك كانوا من سكان هذه الأرض منذ أجيال.
  • كنا في كل يوم جمعة نرتدي الأزرق والأبيض ونضع نقوداً في الصندوق الأزرق. كان الهدف حينها جمع التبرعات من أجل شراء أراض من مالكيها العرب. صدَّقنا أن هذا هو الإنقاذ. كنا مغفلين وسذجاً. اليوم أيضاً يفكر معظم الإسرائيليين اليهود بنفس الطريقة. الدليل أنه يمكن الحديث عن إنقاذ الأرض من دون أن تكون مع إيتمار بن غفير، بل مع التيار المركزي في الصهيونية. 
  • يروي دوفدوفاني كيف بدأ تحركه. اتصل به أحد سكان الجليل مؤخراً وبلّغه أن جاره على وشك أن يبيع أرضه لعرب. هنا دخل إلى الصورة وأنقذ الأرض المسكينة. "كي لا نضطر غداً إلى شراء الأرض من العرب."
  • الفساد في الصندوق الدائم لإسرائيل يمكن أن نشم رائحته من بعيد. وحقيقة أن حزب العمل وحركة ميرتس شريكان في هذا المشروع الوطني النتن هو دليل قاطع على ما آل إليه اليسار الصهيوني. "شركة من أجل المنفعة العامة"، معظم أراضيها هي أراض نُهبت من أصحابها في النكبة ولم تعد إليهم أبداً؛ شركة غطت على تدمير مئات القرى العربية، فقط كي تمحو وجودها من الأرض وتلغي إمكان عودتها إلى أصحابها؛ شركة باعت طوال سنوات أراضي لليهود فقط، ومنذ سنة 2009 رسّخت ذلك في قرار رسمي؛ بالنسبة إليها لا يوجد احتلال ولا يوجد خط أخضر- بل دولة واحدة من نهر الأردن إلى البحر، وفيها يشترى الأرض أبناء شعب واحد فقط؛ والآن أعلنت أيضاً رسمياً مشاركتها في جريمة حرب تسمى المستوطنات، بعد أن فعلت ذلك طوال سنوات من خلال شركات وهمية.
  • على طاولات هذه الشركة كلنا أمضينا نزهات في حضن الطبيعة، الشركة الخضراء من أجل المنفعة العامة ليست سوى شركة عنصرية كريهة. كان يجب تفكيكها منذ سنوات. والآن يجب مقاطعتها.
  • إلى أولئك الذين لا تزال لديهم شكوك، هل هذا أبرتهايد أم لا، يتعين عليهم أن يتعرفوا على الصندوق الدائم لإسرائيل. مع أعضاء من اليمين ومن اليسار، وأيضاً من ميرتس في الإدارة وفي الأعمال - تعرفوا على الصندوق الدائم للأبرتهايد، رمز الإجماع الإسرائيلي.