حسم النزاع بشأن الميزانية بين وزارتيْ المال والدفاع، احزروا مَن انتصر!
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • أقر المجلس الوزاري المصغر خطة شراء بالدولارات للجيش الإسرائيلي في السنوات المقبلة. سبق القرار جدل حاد بين وزارة المال ووزارة الدفاع التي وافقت على إعادة قرض حصلت عليه في الماضي كي يمكّنها تأجيل موعد إعادته من التوقيع على صفقات جديدة. وزارة الدفاع فازت في النزاع، والنتائج المالية ستكون دفع فائدة إضافية تقدّر بنحو 800 مليون شيكل تعهدت وزارة الدفاع بدفعها من ميزانيتها.
  • ستتيح هذه الموافقة حصول الجيش على نحو 9.4 مليارات دولار، هذا المبلغ سيخصَّص معظمه لاحتياجات سلاح الجو حتى سنة 2028، وكل هذا المال يأتي من المساعدة الأمنية الأميركية. ولقد أُعطيت الأفضلية لشراء طائرات تزويد بالوقود (كي-سي 46 من إنتاج بوينغ)، التي ستصل إلى إسرائيل بعد عامين. بعدها بالدور طوافات ساعر (يسعور من طراز K الجديد لشركة لوكهايد مارتين، أو طوافة تشينوك محسّنة من صنع بوينغ)، وطائرات حربية (على ما يبدو مزيج من طائرات أف-35 مع طائرات أف-15 محسّنة)، ذخيرة لسلاح الجو وصواريخ اعتراضية لمختلف بطاريات منظومتنا الدفاعية الجوية.
  • هناك إمكانية لم تُستبعَد تماماً من الصورة، هي المتعلقة بشراء V-22، وهي مزيج من طائرة وطوافة، أيضاً من إنتاج شركة بوينغ. توجد أيضاً في جدول الأولويات الفروع التي تحظى بأفضلية أقل في مشتريات الجيش الإسرائيلي - شعب الاستخبارات وسلاح البر.
  • الموافقة على الشراء بالدولار قدم جرعة مركزة، ونادرة، من الأخبار الجيدة لرئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي وقع دفعه قدماً بخطته المتعددة السنوات "تنوفا" ضحية الأزمة في المنظومة السياسية والهزات التي تسببت بها الكورونا. لقد كان من الصعب على كوخافي أن يصارع من أجل ميزانية الدفاع التي تتنافس حالياً مع الحاجات الملحة للاقتصاد. وهو لا يزال يخوض صراعاً حاداً لكبح خطوات إضافية بادرت إليها وزارة المال، مثل إلغاء الزيادة المختلَف عليها على التعويض الذي يمنحه رئيس الأركان للمتقاعدين من الخدمة النظامية.

عُرضة للكوارث

  • لبنان. طرأ تبدُّل معين في تقدير شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي لسنة 2021: الساحة الشمالية لم تعد الساحة الأكثر خطراً فقط، بل توصف أيضاً بأنها الأكثر عرضة للكوارث. في الخلفية تُذكر الحسابات المفتوحة لإيران وحزب الله بسبب العمليات التي تُنسب إلى إسرائيل، لكنها ليست الاعتبار الوحيد. إيران هي الآن في ذروة جهدها  لنشر منظومة دفاع جوية في الدول الخاضعة لنفوذها، مثل العراق وسورية. حزب الله في لبنان معنيّ بتقليص نشاط المسيّرات الإسرائيلية (الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وعد بإبعادها بعد هجوم بالمسيّرات نُسب إلى إسرائيل في ضاحية بيروت في آب/أغسطس 2019).
  • في ضوء التوترات، نُشر مؤخراً المزيد من بطاريات القبة الحديدية في شمال البلد لوقت طويل. مع ذلك هناك أصوات في رئاسة الأركان العامة للجيش تتساءل ما إذا كانت شعبة الاستخبارات العسكرية أمان تبالغ في تصوير خطورة التهديد الحالي لحزب الله، في ضوء الأزمة السياسية والاقتصادية العميقة في لبنان. في رأي هؤلاء الضباط، نصر الله لا يستطيع أن يسمح لنفسه بخوض جولة قتال لعدة أيام في مواجهة الجيش الإسرائيلي، بينما الساحة الداخلية محتدمة والدولة في حالة إفلاس.
  • الفلسطينيون. بحسب الجيش الإسرائيلي، هناك تطوران يقلصان خطر اشتعال الساحة الفلسطينية. 360 مليون دولار تعهدت قطر بتحويلها هذه السنة إلى السلطة الفلسطينية، وإلى "حماس" في القطاع، تؤمّن استقراراً اقتصادياً في الحد الأدنى على الأقل. الاتفاق بين السلطة و"حماس" على إجراء الانتخابات هذه السنة يركز الاهتمام على العملية السياسية.
  • أيضاً سلسلة هجمات الطعن وإطلاق النار التي حدثت في الضفة الغربية مؤخراً لم تُحدث اضطرابات. في الأساس بسبب الرد الجيد للجنود على الأرض وإحباطهم المحاولات. في رئاسة الأركان هناك إجماع على أن "حماس" اختارت خياراً استراتيجياً بالتوجه إلى تسوية وهي ليست معنية بمواجهة عسكرية مع إسرائيل. كالعادة هناك دائماً عناصر تستطيع أن تتسبب بتصعيد: جمود في تقديم التسهيلات بسبب تعثر المفاوضات بشأن المفقودين والأسرى، محاولة تحريض إيرانية بواسطة الجهاد الإسلامي، وفي الأساس - وضع البنى التحتية في القطاع الذي لا يزال خطِراً للغاية.