التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن هناك عاصفة آخذة بالتدحرج من جهة الولايات المتحدة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • يبدو أن الضجيج المتواتر لأزمة فيروس كورونا ولجولة الانتخابات القريبة [يوم 23 آذار/مارس المقبل] ينجح حتى الآن في صرف الأنظار عن عاصفة آخذة بالتدحرج من جهة الولايات المتحدة. فلقد مرت ثلاثة أسابيع منذ أن وضع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن يده على كتاب التناخ وأقسم يمين الولاء، ولم يكلف نفسه بعد عناء التحادث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
  • سبق لجو بايدن أن قال لنتنياهو عندما شغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة [في إبان ولاية الرئيس السابق باراك أوباما]: "أنا لا أتفق مع أي كلمة تقولها لكنني أحبك." لكن يبدو أن بايدن كرئيس للولايات المتحدة يحاول أن يعلم نتنياهو فصلاً في قواعد الحب الصارم.
  • ولا بد من القول إن عدداً من كبار المسؤولين الإسرائيليين مرعوبون من الخط الذي تنتهجه الإدارة الأميركية الجديدة، والذي شمل هذا الأسبوع معارضة قرار الاعتراف الأميركي بالسيادة على هضبة الجولان، والإسراع نحو عقد اتفاق نووي مع إيران. ويصف هؤلاء المسؤولون فقدان الجمهوريين مجلس النواب الأميركي بفارق 12.000 صوت في جورجيا بأنه ينطوي على أبعاد تاريخية، إذ إن بايدن الذي يحظى بأكثرية في مجلسي الكونغرس يعيّن في الإدارة، وخصوصاً في الوظائف المرتبطة بالشرق الأوسط، موظفين من الجناح الراديكالي في إدارة أوباما، يبدو روبرت مالي المسؤول عن المفاوضات مع إيران من ناحية إسرائيل، صديقاً قديماً ذات مرة بالنسبة إليهم.
  • ولا شك في أن اتجاه المصالحة الذي وعد بايدن بالسير فيه سيكون متركزاً في السياقات الأميركية الداخلية وليس فيما يخص العلاقة بإسرائيل. وفي ضوء ذلك يبدو مستغرباً أن تختار الحكومة سفيراً لإسرائيل في الولايات المتحدة بنصف وظيفة [النصف الآخر مخصص لوظيفة سفير في الأمم المتحدة].
  • على المستوى السياسي يمكن أن تساعد هذه التطورات نتنياهو في الانتخابات المقبلة، ولا شك في أنه سيقول لناخبي اليمين: امنحوني حكومة ولو بأكثرية 61 مقعداً حتى تتجنبوا الانسحاب إلى خطوط 1967. ومع ذلك لا بد من القول إن في حال تأليف حكومة برئاسة نتنياهو بأكثرية 61 عضو كنيست وتعتمد على صوت ممثل حزب "عوتسما يهوديت" إيتمار بن غفير يُحتمل أن يكون ذلك بمثابة كابوس رهيب.
  • ميدانياً نلاحظ أن هناك تجميداً غير مباشر لأعمال البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] على الرغم من أن التصريحات اليمينية لا تزال تنتمي إلى عصر ترامب. والتقدير أنه في ظل الإدارة الأميركية الجديدة لن يقتصر عدم الشرعنة على أعمال البناء الجديدة بل قد يطال مستوطنات قديمة.
  • إن نتنياهو بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة كي يهرب من التحقيق الذي ينتظر إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وسيكون من الصعب الحصول على مثل هذه المساعدة في ظل السياسة اليمينية التي انزاحت إسرائيل إليها في السنوات الأخيرة وازدادت غلواء مع احتمال قيام نتنياهو بضم الصهيونية الدينية وأتباع مئير كهانا إلى حكومته. وكان حرياً بنتنياهو أن يفكّر بأن يضم إلى حكومته حزباً من الجناح اليساري كي يحسّن وضعه في مقابل الإدارة الأميركية الجديدة، لكن توجد بهذا الشأن مشكلتان: الأولى، أنه يواجه لائحة اتهام بشبهة ارتكاب مخالفات فساد؛ الثانية، أنه لم يبق يسار في البلد.