إسرائيل ليست وحيدة في موقفها إزاء التهديد الإيراني
تاريخ المقال
المصدر
- رسالة رئيس الأركان إلى طهران، وإلى واشنطن، وأيضاً التوقيت، كانت واضحة: لا شك في أن إيران تتطلع إلى أن تكون دولة لديها قدرة نووية عسكرية وتريد استخدامها. وهذه مشكلة عالمية؛ العودة إلى الاتفاق النووي حتى مع عدد من التحسينات، ستكون سيئة، ومن أجل إحباط هذا الاحتمال، بدأ الجيش بتنشيط خططه العملانية. على الرغم من ذلك، في نظري أخطأ رئيس الأركان عندما قال "لا شك لدى أحد في أن إيران تطمح إلى أن تكون دولة نووية عسكرية"، لأن هناك منظومة تضليل تعمل بإيحاء من طهران ولمصلحتها - سواء في الولايات المتحدة أو في أماكن أُخرى - تدّعي أن إيران تطور قدرة نووية لأهداف مدنية فقط، وكل من يدّعي غير ذلك يعمل ضد الحقيقة وضد مصالح أميركا.
- على سبيل المثال صدر مؤخراً كتاب "أميركا وإيران" كتبه جون غازفينيان، أكاديمي أميركي من أصل إيراني، يدّعي أن "أطرافاً أميركية متآمرة مع إسرائيل والسعودية أفشلت محاولات تقارب إيران من أميركا"، على الرغم من أن إيران أظهرت كما يبدو استعدادها للاعتراف بدولة إسرائيل. بحسب مؤلف الكتاب، فقط رداً على الرفض الأميركي، دفعت طهران قدماً بعلاقاتها مع حزب الله و"حماس" والجهاد الإسلامي.
- خلال المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة وبعدها أيضاً كانت هناك تصريحات للرئيس بايدن والأشخاص المحيطين به تدل على نية تجديد الاتفاق النووي كخطوة أولى، ثم البحث في إدخال تغييرات محتملة، بما فيها الصواريخ البعيدة المدى، والإرهاب، وتوجهات الهيمنة الإيرانية، وانتهاك القيود المفروضة على النشاطات النووية- فقط بعد تجديد الاتفاق كما تطالب طهران. يجب أن يكون واضحاً لأي شخص عاقل، أن هذه وصفة للفشل، لكن ليس من الواضح أن هذا أيضاً يعرّض الإدارة الجديدة للخطر. ربما مثلما جرى مع أوباما الذي رأى "الاتفاق الآن" أكثر أهمية من نتائجه بعد ذلك.
- لا تستطيع إسرائيل أن توهم نفسها. أهمية رسالة كوخافي وتوقيتها أنها جاءت بعد التغيرات الاستراتيجية والجيو - سياسية في الساحة الإقليمية- الحلف بين إسرائيل ودول عربية براغماتية - وتبدُّل الإدارة في واشنطن. بكلمات أُخرى إسرائيل ليست وحيدة في موقفها إزاء التهديد الإيراني الذي يُعتبر "مشكلة عالمية". يتعين على الولايات المتحدة، التي لا تزال "الأمة الضرورية"، أن تحدد خطواتها بشأن هذا الموضوع مع الأخذ في الحسبان المصالح الحيوية لحلفائها في المنطقة. الرئيس ماكرون عبّر الآن عن رأي مشابه.
- في إسرائيل سُمعت انتقادات لكلام رئيس الأركان بحجة أن كلامه يمكن أن يضر بعلاقات إسرائيل مع الإدارة الجديدة. جزء من الانتقادات جاء من الأوساط عينها التي أثنت على "جهات أمنية رفيعة المستوى" عملت من وراء ظهر الحكومة والولايات المتحدة لإفشال خطوات محتملة ضد السلاح النووي الإيراني. حقيقة أن يكون رئيس الأركان تحديداً هو الذي قال كلاماً حاسماً يزيل الشبهة السياسية، ومن شأنه أن يسهل على رئيس الحكومة نتنياهو عندما سيعرض موقف إسرائيل أمام الرئيس الأميركي.
- بالنسبة إلى العلاقات الضرورية مع إدارة بايدن، من الأفضل عرض الأمور كما هي في المراحل السابقة قبل أن تبلور الإدارة الأميركية مواقفها، كي لا ندخل في خلافات سياسية معها. مع ذلك، من الواضح أن رسالة رئيس الأركان يجب أن تترافق بخطوات دبلوماسية مكثفة، بما في ذلك حيال الأوساط الواسعة في الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) التي تشارك إسرائيل مواقفها بشأن الموضوع النووي الإيراني. وغني عن القول إن هذا يستدعي وجود ممثل دبلوماسي إسرائيلي كبير في واشنطن.