الحدود الشمالية الأكثر قابلية للانفجار والتصعيد
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • لو أن الصاروخ الذي أطلقه حزب الله في اتجاه الطائرة الإسرائيلية المسيّرة في أجواء الجنوب اللبناني أمس (الأربعاء) أصاب الطائرة وتسبب بإسقاطها، هل كانت المؤسسة السياسية ستصدر أوامر إلى الجيش الإسرائيلي تقضي بشن هجوم على لبنان رداً على ذلك؟ على ما يبدو الجواب إيجابي. وكان سلاح الجو سيعمل ضد البطارية التي أطلقت الصاروخ أو ضد أهداف مماثلة لحزب الله، وكان من شأن منطقة الحدود الشمالية أن تتدهور إلى عمليات تبادُل إطلاق نار ثقيلة. ولعل الأسوأ من ذلك هو أن حزب الله كان يعرف أنه في حال إصابة الطائرة فإن إسرائيل سترد. وهذا يدل على أن "الحدود الهادئة" في الشمال هي الأكثر قابلية للانفجار والأسهل للتدهور نحو التصعيد.
  • في قطاع غزة تمكنت قطر من أن تشتري لإسرائيل هدوءاً صناعياً. فقد زاد القطريون هذه السنة التزامهم بمساعدة حكومة "حماس" من 240 مليون دولار سنة 2020 إلى 360 مليون دولار هذه السنة. وهكذا يمكن القول إن منطقة الحدود الجنوبية موجودة تحت نوع من السيطرة. أمّا الحدود الشمالية فإن حادثة يوم أمس جاءت كي تذكرنا بأننا نجلس فوق مستودعات من المواد المتفجرة. وثمة منطق في الافتراض أن ليس لدى إسرائيل وحزب الله على حد سواء أي مصلحة في إشعال الحدود الشمالية. وفي الظاهر فإن الجانبين يردعان بعضهما بعضاً: حزب الله يعمل في مقابل إسرائيل بصورة منضبطة ومحسوبة، وإسرائيل تقوم بجهود كبيرة لعدم المساس بعناصر حزب الله وعدم شن هجمات علنية ضد قدراته العسكرية في لبنان. وكل هذه التقديرات تبدو جيدة إلى حين قيام طرف ما باتخاذ قرار بشدّ الحبل.
  • يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بالتحليق فوق الأراضي اللبنانية كجزء من استعداد الجيش الإسرائيلي لاحتمال وقوع انفجار عنيف من دون أي ردع من طرف دولة لا توجد فيها حكومة مركزية فاعلة. وهذا الأمر يُلزم إسرائيل بأن تكون مسيطرة من ناحية استخباراتية في الحد الأقصى بما يشمل حضوراً جوياً. ويرى حزب الله أنه حامي لبنان وأن هذه الطلعات الجوية الإسرائيلية تشكل خرقاً للسيادة اللبنانية. ولا يحافظ الجانبان على الاتفاق الذي تم التوصل إليه سنة 2006 في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وكل شيء يمكن أن ينفجر في اللحظة التي يقرر فيها أحد الجانبين أنه غير مستمر في لعبة الهدوء الظاهري. وهذا ما كاد يحدث أمس.
  • طوال الساعات الـ24 التي سبقت عملية إطلاق الصاروخ في اتجاه الطائرة الإسرائيلية المسيّرة أفادت تقارير وسائل إعلام في لبنان أن هناك طلعات بنطاق استثنائي لطائرات مقاتلة وطائرات إسرائيلية مسيّرة. وأضافت أن الجيش اللبناني عزز قواته جنوبي بيروت جرّاء طلعات على علو منخفض لطائرات إسرائيلية مسيّرة. كما أفادت وسائل الإعلام نفسها أن هناك طلعات إسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله وفوق منطقتيْ رأس العين وصور في الجنوب اللبناني. ويجوز أن هذه الطلعات جاءت على ما يبدو رداً على نشاط استثنائي لحزب الله. وفي إطار كل هذا التطور تم إطلاق الصاروخ. في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت أُطلق صاروخ في اتجاه طائرة إسرائيلية مسيّرة، لكن هذه المرة أكدت إسرائيل الأنباء في لبنان بشأن إطلاق الصاروخ، نظراً إلى كونه جرى في وضح النهار وتم تصويره.
  • وهكذا في خضم يوم صاف من دون إنذار مسبق وعلى أعتاب انتخابات عامة في إسرائيل، مع كل ما يعنيه ذلك، كنا على وشك أن نجد أنفسنا في مواجهة مسلحة كما حدث سنة 2006.