إسرائيل استغلت الأسابيع الأخيرة لترامب لتوسيع هجماتها ضد أهداف إيرانية في سورية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب استغلتها إسرائيل، بناء على تقارير أجنبية، للقيام بهجمات واسعة نسبياً ضد مصالح عسكرية إيرانية في سورية. في الهجوم الأخير في شرق سورية، بالقرب من الحدود العراقية في الأسبوع الماضي، قصفت معسكرات ومخازن تابعة للميليشيات الشيعية المدربة من عناصر الحرس الثوري الإسلامي. هذه منطقة بعيدة جداً عن أراضي إسرائيل. ومن المحتمل أن يفرض الوصول إليها تنسيقاً عملانياً واستخباراتياً معمقاً مع الأميركيين.
- في مقابل ذلك، لم تتحقق المخاوف من عملية إيرانية كبيرة ضد هدف إسرائيلي أو أميركي عشية تبدّل الإدارة في واشنطن. حالة التأهب في الجيش الإسرائيلي استمرت على الرغم من الافتراض المعقول أن الإيرانيين لا يريدون تسخين المنطقة، تحديداً الآن في أثناء تولّي إدارة بايدن زمام الأمور في واشنطن. ما نُشر مؤخراً في الصحف الأميركية بشأن استعدادات إيرانية جديدة في اليمن كان موثوقاً به. بمساعدة المتمردين الحوثيين جرى نشر مسيّرات لها قدرة على الطيران مسافات بعيدة تصل حتى منطقة إيلات. كما نُصبت بنى تحتية مشابهة، بينها صواريخ باليستية في العراق وشرق سورية. لقد أثبت الإيرانيون قدرة عملانية مشابهة في هجمات مشتركة مع الحوثيين في السعودية.
- كما سبق أن كتبت هنا، يبدو أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لا يريد أن يكون جزءاً من خطط الانتقام الإيرانية، ولن يطوع عناصره للقيام بالمهمة. لكن بصورة مفاجئة، لم تستبعد الاستخبارات الإسرائيلية تماماً التحذير من عملية انتقامية يقوم بها حزب الله نفسه، رداً على مقتل أحد عناصره في قصف إسرائيلي على مركز عسكري إيراني في دمشق في تموز /يوليو العام الماضي. حاول حزب الله الانتقام لمقتله مرتين في هجومين أُحبطا على الحدود اللبنانية. يبدو أن الحزب لم يتخل بعد عن مساعيه.
- في المدى الزمني الأبعد سينصبّ النقاش في إسرائيل على مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله في لبنان. بحسب تقديرات محدثة، يملك الحزب بضع عشرات من الصواريخ الدقيقة. وبالاستناد إلى تقارير، جزء منها جرى تزويده "بمنظومات دقيقة" جرى تهريبها في حقائب بواسطة شبكات تهريب إيرانية. مؤخراً تحدثت المؤسسة الأمنية عن عشرات قليلة من الصواريخ الدقيقة، وادعت أن جهد حزب الله فشل عملياً. يبدو أن الجهد لا يزال في ذروته. الاختبار الكبير سيكون محاولة تحويل المشروع إلى مشروع تصنيعي، بواسطة إقامة منشآت إنتاج تحت الأرض في لبنان.
- لقد كشف نتنياهو جزءاً من هذه المنشآت في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل نحو عام ونصف العام. ستواصل إسرائيل مساعيها السياسية ضد المشروع مع تهديدات ودعاية أيضاً طوال السنة الحالية. لكن الانطباع المتزايد هو أن حزب الله يسعى باستمرار وإصرار لتحقيق هدفه- إنتاج ترسانة كبيرة نسبياً من الصواريخ الدقيقة، يمكن أن تصيب بصورة أكثر فعالية أهدافاً في شتى أنحاء إسرائيل.
- لا مصلحة لنصر الله حالياً في أي مواجهة مع إسرائيل. لبنان يغرق في أزمة سياسية واقتصادية عميقة وحزب الله لا يستطيع أن يسمح لنفسه بأن يُتهَّم بمآسٍ أُخرى تقع على رأس هذه الدولة المسكينة. يبقى أن مشروع الصواريخ الدقيقة، عاجلاً أم آجلاً، يمكن أن يكون في مركز مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل ولبنان.