الانتخابات في السلطة الفلسطينية: أسئلة أكثر من أجوبة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

  • كيف نفحص من وجهة نظر إسرائيلية "الأمر الرئاسي" الذي أصدره رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن؟ قبل كل شيء من المهم القول أنه فعل ذلك فجأة وبخلاف رغبته الفعلية. لو كان الأمر يعود إليه فقط لكان عباس، ابن الـ85 عاماً، ينهي أيامه على الكرسي في المقاطعة.
  • الآن الأسئلة: هل ينوي عباس الإعداد بجدية لإجراء انتخابات في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة؟ هل أخذ في حسابه أنه يمكن أن يخسر على الأقل جولتين من 3 جولات اقتراع؟ هل يحلم أبو مازن بالتخلي عن كل شيء والانضمام إلى زوجته أمينة التي تسكن منذ عدة أعوام في منزل واسع في العاصمة عمّان؟ أم أن كل ما يجري هو ذر للرماد في عيون الجيل الفلسطيني الشاب، وفي مواجهة معارضيه الشرسين في رام الله وخصومه المحبَطين في غزة؟
  • أم أن ما يجري هو ذر رماد في العيون إزاء المنظمات الأوروبية التي وظفت مالاً كبيراً - باليورو والجنيه الإسترليني والدولارات- جزء كبير من عشرات الملايين تبخر واختفى، وفعلياً لن يحدث أي شيء حقيقي؟
  • في نهاية الأسبوع الماضي وقّع عباس أمراً رئاسياً قدمه له رئيس لجنة الانتخابات في الضفة حنا ناصر. وقبل أن يجف الحبر خرجت حركة "حماس" في غزة عن طورها وسارعت إلى التهنئة بصوت عال، وتعهدت أيضاً المشاركة. لا داعي للتعجب، تؤكد أرقام استطلاع داخلي أن إسماعيل هنية زعيم "حماس" في غزة سيفوز بنسبة كبيرة، نحو 50% مقابل 43% لعباس. أيضاً في انتخابات المجلس التشريعي الفوز ليس في جيب أبو مازن. إذا فازت "حماس" في الجولة الأولى والثانية فإن فوزها مضمون أيضاً في الجولة الثالثة والأخيرة في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.
  • يجب أن نتذكر الشباب الذين يصوتون لأول مرة- ولا صلة لهم أو علاقة بمؤسسات السلطة الفلسطينية. أعطوهم عملاً ومالاً للتسلية وأبعدوهم عن كبار السن في السلطة الفاسدة.
  • في هذه المرحلة ليس واضحاً أبداً إذا كان أكثر من مليون شخص من الذين يحق لهم الاقتراع والترشح في غزة سيقدرون على تحقيق إرادتهم. هل سيأتي سكان القطاع إلى صناديق الاقتراع التي ستفتح في وسط البلدة وفي مخيمات اللاجئين؟ هل من سيكون في تلك الفترة موجوداً في الضفة سيقدر على التصويت؟ وماذا بشأن سكان القدس الشرقية؟
  • حتى هذه الساعة إسرائيل ساكتة، لكنها حرصت على التوضيح أنها لن توافق على عمليات سياسية في أراضيها كون القدس الشرقية "مضمومة" إلى دولة إسرائيل. في هذه الأثناء عباس يضغط لإشراك الفلسطينيين في كل مكان، حتى لو كان لا يقدر على تقرير مستقبل سكان المنطقة ج. هل سكان المنطقة الراقية الروابي، وأغلبيتهم من الشباب المرتاح مادياً، ينوون المشاركة في التصويت؟ وهل سينتخبون أبو مازن الذي لم تطأ قدمه بلدتهم؟
  • من الصعب تخيل أبو مازن يخرج بإرادته الحرة من مبنى الحكومة في رام الله، ويتنازل عن كل شيء ويقرر أن يقضي إجازة في أراضي السلطة، أو في عمّان، أو لدى أحد أبنائه في الإمارات الخليجية. حتى سنده الأقوى، المملكة الأردنية، يقوم بجولات: الملك عبد الله في أبو ظبي، ووزير خارجيته أيمن الصفدي عند السعوديين.
  • أبو مازن يسير وفق ما هو مطلوب منه، وليس صدفة أنه أصدر تحديداً الآن "أمر الانتخابات"، قبل أيام معدودة من دخول الرئيس الأميركي الجديد إلى البيت الأبيض. وسبق أن أوضح أنه يريد استئناف المفاوضات مع إسرائيل بوساطة أميركية. من المعقول الافتراض أنه سيترك للزمن وفقدان الاهتمام الدولي بمسائل الفلسطينيين أن يفعلا فعلهما.

 

 

المزيد ضمن العدد 3482