الأيام الأخيرة والمضطربة لترامب تُدخل الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الأسبوع القادم سيكون أسبوعاً غير هادىء في الشرق الأوسط. بقي أسبوع فقط على دخول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير. لكن خلال هذه الفترة لا تزال إيران تتخوف من ضربة عسكرية أميركية ضدها بأوامر من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. لكن مثل هذا السيناريو لا يبدو معقولاً في نظر إسرائيل، مع ذلك المؤسسة الأمنية في إسرائيل قلقة من إمكانية تقدير خاطئ يؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية غير مخطَّط لها يمكن أن تنعكس على إسرائيل أيضاً.
  • القلق في طهران واضح منذ عدة أيام على خلفية أيام ترامب الأخيرة. وهذا يؤثر أيضاً في شركاء إيران ووكلائها، بينهم حزب الله والميليشيات الشيعية التي تعمل في العراق وسورية. يبدو أن مستوى القلق لدى الإيرانيين ارتفع أكثر بعد اقتحام مبنى الكونغرس في يوم الأربعاء الماضي، والذي فاقم سلوك ترامب وحشره في الزاوية وأثار مجدداً محاولات إقصائه عن منصبه.
  • قبل وقوع الأحداث في الكونغرس، انتشرت في الصحف الأميركية سيناريوهات بشأن عملية أخيرة محتملة يقوم بها ترامب في الشرق الأوسط. بعد الاقتحام العنيف لمبنى الكابيتول من مؤيدي ترامب، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أنها تحدثت مع قائد القوات المشتركة الجنرال ماري ميلي للتأكد من أن "الرئيس غير المستقر"، بحسب كلامها، لن يبادر إلى شن هجوم نووي في الأيام الأخيرة لولايته.
  • الولايات المتحدة من جهتها تتخوف من أفعال انتقامية إيرانية على خلفية الذكرى الأولى للاغتيال الأميركي للجنرال قاسم سليماني - قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والذي قُتل في العراق في مطلع كانون الثاني/يناير من السنة الماضية. حتى الآن لم تُسجَّل محاولات إيرانية للرد، لكن الأميركيين أحضروا طائرات ضخمة من قاذفات بي-52 من قواعدها في الولايات المتحدة إلى الخليج الفارسي، كما حركوا قواتهم البحرية في المنطقة، على ما يبدو من أجل الردع.
  • الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على درجة عالية من التأهب الدفاعي. وقد نُشرت، من بين أمور أُخرى، بطارية دفاع جوي وصواريخ باتريوت في إيلات، ويظهر وجود استثنائي للطائرات الحربية في سماء الدولة، وفي كل القطاعات، خلال جزء كبير من ساعات اليوم. في لبنان اشتكى سكان بيروت من تحليق طائرات حربية إسرائيلية في سماء العاصمة بيروت. يبدو أن إسرائيل تستعد لكبح هجوم محتمل ضدها بواسطة صواريخ وقذائف مدفعية ومسيّرات من جهة التنظيمات التي تعمل بتوجيهات من الإيرانيين. حالة التأهب تتعلق بكل الساحات: سورية، ولبنان في الشمال، والعراق في الشرق، واليمن في الجنوب. في الخلفية يستمر الجهد الإيراني لنشر وسائل قتالية في سورية وتهريب سلاح إلى حزب الله في لبنان. وكما ورد في تقرير لـ"هآرتس" في الأيام العشرة الأخيرة وقعت ثلاث هجمات جوية نُسبت إلى إسرائيل ضد أهداف تابعة لإيران وحزب الله ونظام الأسد في سورية.
  • التأهب الإسرائيلي يتعلق أيضاً بعمليات انتقامية محتملة لإيران. طهران تتهم إسرائيل بالمساعدة في اغتيال سليماني بالإضافة إلى اغتيال رئيس مشروعها النووي العسكري البروفيسور محسن فخري زادة بالقرب من طهران في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. حالة التأهب مرتبطة أيضاً بسيناريو حدوث تقدير خاطىء بين إيران والولايات المتحدة.
  • مصادر أمنية في إسرائيل ذكرت للصحيفة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على صلة دائمة بالبنتاغون وبقائد القوات العسكرية في الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة. وبحسب كلامهم، يبدو أن الأميركيين لا ينوون شن عملية هجومية ضد إيران في هذه الأيام، وعلى الرغم من الظروف السياسية الحساسة في واشنطن، ليس من المعقول أن يُترجَم سلوك الرئيس ترامب بعمليات عسكرية في الشرق الأوسط. وشددوا أيضاً على أن ليس لدى إسرائيل نية للمبادرة إلى شن عملية هجومية واسعة ضد إيران في أراضيها في هذه الأيام.
  • أضافت المصادر أن التخوف الأساسي في إسرائيل يتعلق بسيناريو وقوع سلسلة من سوء فهم متبادَل تؤدي إلى مواجهة، في الأساس على خلفية الخوف الإيراني من عملية غير متوقعة من ترامب. إسرائيل تخوفت من تطورات كهذه أيضاً في فترات في الماضي شهدت تصعيداً تدريجياً. ولقد تبين لاحقاً أن سلسلة الأحداث التي أدت إلى شن عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة في صيف 2014 تعود إلى قراءة خاطئة متبادلة لأفعال الخصم من جانب إسرائيل ومن جانب "حماس، وإلى تفسير خاطئ لتحركات موضعية بأنها تدل على نية  الطرف الثاني شن  حرب.