لماذا من المهم تسوية أوضاع المستوطنات الصغيرة في الضفة الغربية
تاريخ المقال
المصدر
- في تموز/يوليو 2001 توليت منصبي كقائد لفرقة يهودا والسامرة. حدث ذلك في أيام الانتفاضة الثانية، أو بالأحرى خلال أقسى وأخطر هجوم شهدته الدولة في تاريخها، والذي حصد حياة 1200 مدني وجندي إسرائيلي.
- بدأ هذا الهجوم في أيلول/سبتمبر 2000 بعد الخروج - أو بالأحرى "الفرار"- من لبنان، وبعد أن اقترح رئيس الحكومة إيهود باراك على الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات 97% من أراضي الضفة الغربية. عرفات استلهم موقفه الرافض من المشاهد في الساحة الشمالية، ومن الطريقة التي تركنا فيها وراءنا المنطقة الأمنية وعناصر جيش لبنان الجنوبي من أجل ضمان أمن وسلامة سكان الشمال.
- كما في ذلك الحين، الآن أيضاً تعمل قوات الجيش الإسرائيلي لمنع خرق القانون والنظام، ومنع المس بمواطني إسرائيل في كل مكان من النهر إلى البحر. ومن دون السيطرة العملانية والاستخباراتية الفعالة للجيش الإسرائيلي وللشاباك، ستتحول حياتنا إلى كابوس كبير واحد، وسيصبح الواقع في غلاف غزة جزءاً من حياة سكان القدس وبئر السبع. لكن التواجد الأمني هناك لا يكفي وحده.
- الوجود العسكري فقط- كما في المنطقة الأمنية في لبنان ما بين 1985- 2000- يعطي انطباعاً بأنه موقت ويدفع الطرف الثاني إلى الاعتقاد أن هناك ثمناً حقيقياً للإرهاب- ومثل هذا الواقع يضع جنودنا في مواجهة حرب عصابات ستحصد ضحايا كثيرة.
- وحدها رسالة واضحة تقول إن لإسرائيل مصالح وطنية وتاريخية في كل المنطقة سيدفع في نهاية المطاف – حتى لو بعد عشرات السنوات- السلطة لأن تدرك أن ليس هناك احتمال أن تتخلى إسرائيل عن أمنها وتتركه في يدي آخرين. يتعين على إسرائيل أن توضح أنها ستحتفظ إلى الأبد بالمستوطنات في منطقة غور الأردن، وصحراء يهودا، وفي الضفة الغربية- ليس فقط بسبب العلاقة التاريخية بأرض أجدادنا، لكن بسبب الضرورة الأمنية.
- حدود اقتراحنا للفلسطينيين كما قرر يتسحاق رابين- هو المنطقة أ والمنطقة ب، حيث يتركز نحو 97% من السكان الفلسطينيين. لم تكن، ولن تكون لدينا نية لضم السكان العرب الذين يعيشون في هذه المنطقة، لكن لدينا رغبة في العيش معهم بسلام من خلال فهم واعتراف واضح منهم بأننا لن نترك أمننا قط في أيادٍ أُخرى، وسنحافظ إلى الأبد على علاقتنا التاريخية بكل أرض إسرائيل.
- بناء على ذلك، للمستوطنات القديمة، والصغيرة خصوصاً، قيمة أمنية من الدرجة الأولى. وهي الآن مطروحة على الكنيست، ربما قبل وقت قليل من حلّه، لذا يجب الحرص على تطبيق السيادة عليها من دون تأخير. نهاية النزاع بيننا وبين العرب في الضفة الغربية ستكون عندما نرسل رسالة واضحة تقول إن كنيست إسرائيل يؤيد بأغلبية كبيرة استمرار مشروع الاستيطان، وتسوية وضع المستوطنات الصغيرة، وسيكون ذلك بمثابة خطوة إضافية على طريق فرض السيادة الكاملة.