إيران شجعها انتخاب بايدن، وتحاول فحص القيود الجديدة
تاريخ المقال
المصدر
- ساحة العبوات التي جرى اكتشافها في الأيام الأخيرة على حدود هضبة الجولان توضح لنا مرة أُخرى أن النضال لتمركُز ميليشيا شيعية على الحدود السورية في ذروته. موضوعياً، اكتشاف ساحة العبوات قبل تفجيرها هو إنجاز، لكن عملياً، فإن هذا يحرج الادعاء أننا ننجح في منع تمركز شيعي في سورية.
- في الزيارة التي قام بها اليوم (الثلاثاء) إلى المنطقة الشمالية، ادعى وزير الدفاع بني غانتس أن زرع عبوات في الجولان هو أمر "لا يُحتمل". هذا الكلام مرتبط بكلام آخر، تحديداً قيل عن الساحة الجنوبية التي شهدت توتراً من جديد في ضوء إطلاق صاروخين. المقصود هو وضع لا يحتمل مستمر منذ سنوات. أيضاً على الحدود مع لبنان الوضع لا يُحتمل. القوات متوترة منذ أكثر من شهر بانتظار رد حزب الله على اغتيال أحد عناصره في سورية.
- لا يمكن إلّا أن نسأل: إلى أي حد الوضع لا يُحتمل؟ الواقع يثبت أنه بالتأكيد يمكن احتماله. الدليل على ذلك أننا نتعايش معه، وفي الحقيقة المؤسسة الأمنية تبث نوعاً من الإرباك بشأن ترسانة الردود التي قُدمت حتى الآن على الأوضاع التي جرى وصفها بأنها "لا تحتمل".
- الاتجاه الذي نراه بوضوح كبير، مرتبط بصورة لا لبس فيها بما يجري في الولايات المتحدة. لا تسارعوا إلى البحث - مَن يقود الواقع هم الإيرانيون الذين يسيطرون بصورة مطلقة في سورية ولبنان، ويتحكمون "بالجهاد الإسلامي" في غزة.
- في إيران يدركون أن الفوضى السائدة في أميركا بعد الانتخابات هي فرصة ملائمة بالنسبة إليهم للتسبب بتصعيد هنا. بعد انتخاب بايدن للرئاسة أدرك الإيرانيون أن مسار التراخي الذي قاده أوباما عائد إلى جدول الأعمال، بما في ذلك الاتفاق النووي الإنهزامي. هم يلاحظون ضعفاً في إدارة ترامب، وبدأوا بشحذ السيوف. وهكذا ينجحون في القيام بجملة عمليات إرهابية حول حدود إسرائيل - في الشمال، وفي الشرق والجنوب. ليس هناك أوضح من ذلك لفهم الواقع الجيو -استراتيجي الناجم، كما قلنا، عن الغموض السياسي في أميركا. وليس هناك فقط.
- هنا أيضاً في إسرائيل سُجلت ارتباكات ليست قليلة لدى حكومة الوحدة التي تعطي انطباعاً قوياً أنها في حالة فوضى سياسية. الكل مشغول بالخلاف مع الكل، الإيرانيون يراقبون ويفركون أيديهم فرحاً. في هذه القصة من المهم التركيز تحديداً على الجولان. على الحدود مع لبنان، ومع قطاع غزة، لم يتغير الوضع بصورة كبيرة، بينما الجولان هو ساحة تتطور وتشكل فرصة للإيرانيين لترسيخ قدراتهم.
- المعركة السرية التي تخوضها إسرائيل في مواجهة التهديد تؤدي أحياناً إلى نجاحات هي مزيج من استخبارات دقيقة وهجمات، في الأساس من الجو. رئيس سورية الذي نجا من الحرب الأهلية يسمح على ما يبدو للإيرانيين بالعمل في أراضيه بحرية. رسالة وزير الدفاع بِني غانتس هي أن المسؤول عن العملية في الجولان هو سورية الحجة صحيحة - عملية نُفذت داخل أراض تابعة للسيادة الإسرائيلية تفرض على سورية تحمّل المسؤولية. حتى الآن هذا واضح. لكن ما هي العملية العسكرية التي تحدث عنها وزير الدفاع؟ هل الجيش الإسرائيلي سيتحرك في مواجهة السوريين؟ هل حكومة إسرائيل المتضعضة ستصعّد الوضع على الحدود في الجولان؟ ثمة شك كبير في أن هذا ما سيجري.
- هذه الدينامية توضح أنه ما دام هناك عدم استقرار في السلطة في إسرائيل، وفي الولايات المتحدة، فإن الاضطراب سيستمر، وسنحصل على تذكيرات إضافية من الإيرانيين بشأن عدم الاستقرار على الحدود. في الوضع القائم اليوم، كل حادثة هي احتمال لحدوث تدهور كبير، وصولاً إلى حرب. هذا توجّه يمكن أن يطبع الولاية الديمقراطية في البيت الأبيض، لكنه يحمل رسالة مهمة - تراخي الغرب يتجلى فوراً في يقظة إيرانية، ولا يوجد وقت سماح.
- في كل ما له علاقة بإسرائيل: من الأفضل أن يستخدم الزعماء مصطلحات أكثر تطوراً. القول عن أي حادثة إنها "لا تُحتمل" بينما لا يوجد رد كبير، أو لا توجد مبادرة إسرائيلية للقيام بعملية مهمة، يبعث برسالة واضحة بأن الحادثة يمكن احتمالها. من دون علاقة بما يجري في أميركا، على الأقل عندنا يجب ألّا نُظهر تراخياً.