نفت وزارة الخارجية الإيرانية مزاعم تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية وذكرت فيه أن عملاء إسرائيليين قاموا بقتل الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة"، المعروف باسمه الحركي أبو محمد المصري، في الأراضي الإيرانية يوم 7 آب/أغسطس الفائت، بطلب من الولايات المتحدة.
وقال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان صادر عنه أمس (السبت)، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان بين الحين والآخر تصوير إيران بأنها على علاقة بهذه الجماعات الإرهابية من خلال الكذب وتسريب معلومات ملفقة إلى وسائل الإعلام من أجل التنصل من المسؤولية عن الأنشطة الإجرامية لهذه المجموعة وغيرها من الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وأكد زاده أن هذه الاتهامات تأتي في سياق حرب اقتصادية واستخباراتية ونفسية شاملة ضد الشعب الإيراني، ولا ينبغي للإعلام أن يكون منصة لنشر أكاذيب البيت الأبيض التي تستهدف إيران.
وجاءت أقوال المسؤول الإيراني في إثر قيام صحيفة "نيويورك تايمز" بنشر تقرير ذكرت فيه، نقلاً عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، أن ثاني زعيم لتنظيم "القاعدة" المتهم بأنه العقل المدبر للهجمات على السفارات الأميركية في أفريقيا تمت تصفيته في طهران.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، قُتل المصري، واسمه الأصلي عبد الله أحمد عبد الله، بالرصاص في شوارع طهران قبل ثلاثة أشهر بناء على طلب من الولايات المتحدة.
كما ورد في التقرير أن ابنة المصري ميريام التي كانت تجلس معه في السيارة قُتلت خلال عملية الاغتيال.
وجاء في وصف الاغتيال أن واحداً من عميلين إسرائيليين كانا يستقلان دراجة نارية سحب مسدساً بكاتم للصوت وأطلق 5 أعيرة نارية أصابت 4 منها سيارة مسؤول كبير في "القاعدة"، فأدت إلى مقتله هو وابنته.
وأفاد التقرير أنه عقب حادثة الاغتيال ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن القتيلين هما أستاذ التاريخ اللبناني حبيب داود وابنته ميريام، وأن فحصاً أجرته الصحيفة أظهر أن الاسمين مزيفان. كما أفاد أن الولايات المتحدة تتهم المصري بالوقوف وراء الهجمات على سفارتيها في كينيا وتنزانيا في أواخر التسعينيات، والتي قُتل فيها أكثر من 223 شخصاً وجُرح أكثر من 4000، وأن عملية الاغتيال جرت يوم 7 آب/ أغسطس في ذكرى هذه الهجمات.
وقالت قناة التلفزة الإسرائيلية 12، نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية، إن أبو محمد المصري بدأ مؤخراً بالتخطيط لهجمات ضد إسرائيليين وأهداف يهودية في العالم، وأضافت أن هذا أكد بصورة أكبر سبب وجود مصلحة مشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل في القضاء عليه. وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تزعم أن المصري أشرف على الهجوم الانتحاري الذي استهدف سنة 2002 فندقاً في كينيا يملكه إسرائيليون وراح ضحيته 3 إسرائيليين.
وأوضحت قناة التلفزة أن مقتل المصري كان نتيجة عملية ضخمة استمرت سنة ونُفذت من دون عوائق، وأن المسلحيْن من عملاء الموساد. كما أشارت إلى أن الإيرانيين قلقون للغاية من أن إسرائيل والولايات المتحدة، ونظراً إلى امتلاكهما معلومات استخباراتية، قد تحاولان القضاء على ناشطين آخرين في إيران من "القاعدة"، ومن تنظيمات أُخرى، من الآن وحتى فترة تسليم الرئاسة الأميركية في كانون الثاني/ يناير المقبل.
من جهتها ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أن المسلحيْن كانا على الأرجح عميلين أجنبيين قامت إسرائيل بتجنيدهما. وقالت إن إيران تخشى الآن من تنفيذ إسرائيل والولايات المتحدة المزيد من العمليات ضد قادة الإرهاب في طهران في الأسابيع الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب. وأشارت إلى أن طريقة القتل تشبه طريقة تنفيذ سلسلة اغتيالات لعلماء نوويين إيرانيين في السنوات الأخيرة نُسبت في تقارير أجنبية إلى إسرائيل.
ولفتت القناة نفسها إلى أن ما يثير الاستغراب أن الولايات المتحدة لم تعلن مقتل الرجل الثاني في "القاعدة"، وأن الرئيس ترامب لم يكشف عن عملية القتل خلال حملته الانتخابية، مشيرة إلى أن أحداً لم يطالب بمكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار قدمها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) للحصول على معلومات بشأنه.