على الرغم من تأييد نتنياهو لترامب، بايدن صديق دائم لإسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
- هناك من يقلقه تغيّر الرؤساء في الولايات المتحدة. وكما هو معروف، الولايات المتحدة هي الحليف رقم واحد لإسرائيل، ومساهمتها في تحصين إسرائيل وأمنها أساسية.
- منذ إقامتها كان التأييد الأميركي لدولة إسرائيل من الحزبين الكبيرين. رؤساء جمهوريون مثل رؤساء ديمقراطيين دعمونا سياسياً وأمنياً من دون أي تحفّظ. للأسف سلوك رئيس الحكومة في الساحة الأميركية في السنوات الأخيرة خلق الانطباع أن إسرائيل تفضّل أحد الحزبين على الآخر. نتنياهو، ولأسباب اعتبرها محقة، تحدى أكثر من مرة كبار مسؤولي الحزب الديمقراطي، وعلى رأسهم الرئيس أوباما، الذي كان أيضاً من الأكثر صداقة لإسرائيل، مع أن مواقفه لم تتلاءم دائماً مع مواقف حكومة إسرائيل. أوباما هو الذي فتح أمامنا الاستخبارات والتكنولوجيا العسكرية الأميركية كما لم يفعل أحد من الذين سبقوه، وساعد في تمويل وتطوير منظومات الدفاع الإسرائيلية ضد الصواريخ، مثل القبة الحديدية ومقلاع داود وحيتس.
- على خلفية سياسة نتنياهو في مواجهة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، يوجد لدى كثيرين تخوّف من برودة من جانب الإدارة الأميركية الجديدة. لكن تجربة الماضي تثبت أن الحلف بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أي نزوة رئيس ورئيس حكومة. صحيح أن الإدارة الأميركية لا تميل إلى نسيان الذين يعترضون عليها، لكن يبدو لي أن هناك أسباباً غير قليلة تمنع سياسة معادية ضدنا من الساكن الجديد في البيت الأبيض: أولاً، جو بايدن كان على الدوام صديقاً لإسرائيل. وخلال عشرات السنوات من عضويته في مجلس الشيوخ وقف دائماً إلى جانب إسرائيل. تنبع صداقة بايدن من إيمانه بالقيم المشتركة للديمقراطية والسلام والمساواة. بايدن كان نائباً لأوباما، وكنائب للرئيس أظهر أكثر من مرة خلال ولايته التزامه بأمن إسرائيل.
- الوضع السياسي في إسرائيل أيضاً له أهمية إزاء الإدارة الجديدة. حقيقة وجود حكومة إسرائيلية ذات رأسين مؤلفة من كتلة الليكود برئاسة نتنياهو الذي أعلن تأييده لترامب، ومن كتلة أبيض أزرق القريبة في مواقفها من الحزب الديمقراطي يمكن أن تؤثر في العلاقات مع الإدارة الجديدة. وفي الواقع، إن جزءاً من كبار مسؤولي كتلة أبيض أزرق تعاون تعاوناً وثيقاً مع الإدارة الديمقراطية، ومع بايدن نفسه، وهو يعرفهم جيداً. يعرفه جيداً عمير بيرتس عندما كان وزيراً للدفاع وكان بايدن من كبار مسؤولي لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ التي وافقت على تخصيص موارد أميركية كبيرة لتسليح الجيش الإسرائيلي في أيام حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]؛ كذلك غابي أشكنازي كمدير لوزارة الدفاع في تلك الفترة، وبعدها كرئيس للأركان في الفترة التي كان فيها بايدن نائباً للرئيس أوباما؛ كما يعرفه بني غانتس عندما عمل ملحقاً للجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة وركّز الاتصالات الأمنية مع القيادة الأميركية. لا شك في أن لهذا الثلاثي شبكة علاقات جيدة مع كبار الديمقراطيين الجدد - القدامى. هذه العلاقات الشخصية ستساعد كثيراً إسرائيل في التغلب على عدائية محتملة لنتنياهو.
- مع ذلك، مقاربة الديمقراطيين لحل النزاع في منطقتنا تختلف عن وجهة نظر الليكود والكتلة التي يقودها في الحكومة، وهي قريبة أكثر من مواقف حزب العمل وحزب أزرق أبيض - مقاربة "الفلسطينيون أولاً" وحل الدولتين. لذا يبدو أن السياسة الشرق الأوسطية للإدارة الجديدة ستتغير، وسيُبذل جهد من الحزب الديمقراطي لإعادة إسرائيل والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات على أساس مخطط دولتين لشعبين.
- بعد أن قال الشعب الأميركي كلمته، يجب علينا أن نحترم قراره؛ الاعتراف لإدارة ترامب بكل الفضل الذي أغدقته علينا، واحتضان الإدارة الجديدة والتحاور معها على أمل أن يوصل العمل المشترك إسرائيل إلى شاطىء الأمان.
- ملاحظة أخيرة في الختام. المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة أظهرت الاستقطاب في هذه الدولة وكان العداء للسامية علنياً وواضحاً، ووصل أحياناً إلى هجمات عنيفة ضد اليهود. أنا مقتنع بأن تركيبة الحزب الديمقراطي والشخصية التصالحية للرئيس الجديد سيؤديان إلى انخفاض المستوى العلني لكراهية اليهود، وبسرعة جداً سيثبت أن بايدن "جيد لليهود".