صائب عريقات في مقابلة له مع "معاريف": "بذلت كل ما في وسعي من أجل تحقيق السلام، ولست نادماً على شيء"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

توفي المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية صائب عريقات (65 عاماً) في مستشفى هداسا عين كرم التي نُقل إليها في الشهر الماضي بعد إصابته بفيروس الكورونا، وذلك بناء على طلب من السلطة الفلسطينية، وبعد تدهور وضعه الصحي.

ونشرت الصحيفة أجزاء من مقابلة خاصة أجرتها مع صائب عريقات في تموز/يوليو الماضي تحدث فيها عن السنوات الطويلة التي قضاها في العمل على إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. انتقد عريقات في المقابلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشدة لتعمّده إهمال التفاوض مع الفلسطينيين، وحذّر من تداعيات ذلك. وذكر عريقات  أن إيهود أولمرت كان قريباً جداً من التوصل إلى اتفاق سلام، وقال" "لو بقي في منصبه بضعة أشهر أُخرى كرئيس للحكومة لكنا نتحدث اليوم أنا وأنت عن موضوعات أُخرى. دولتان على أساس حدود 1967." وأعرب عريقات عن شعوره بالإحباط إزاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقال: "اجتمعت والرئيس عباس بالرئيس ترامب وطاقمه 37 مرة في سنة 2017. أربع مرات مع الرئيس، و33 مرة مع جاريد كوشنير وطاقمه. استخدمنا كل الوسائل كي نوضح موقفنا، وقدمنا خرائط، وتعهد ترامب في أيار/مايو في تلك السنة عدم القيام بأي خطوة من دون إعطاء مهلة سنة ونصف السنة للمفاوضات بين الطرفين." وذكر عريقات أن الرئيس ترامب كان وعدهم بعدم نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأعلن استعداده للتوقيع على تعهد بهذا الصدد. لكن عندما سأل عريقات كوشنير عن موعد توقيع ترامب التعهد أجابه: إن الولايات  المتحدة تتخذ قراراتها وفقاً لمصالحها وسياستها. وأضاف عريقات: منذ ذلك الحين اتخذت إدارة ترامب 48 قراراً ضد الفلسطينيين، فقامت بإغلاق ممثلية منظمة التحرير في واشنطن التي يحتاج إلى خدماتها 700 ألف فلسطيني – أميركي، وأوقفت تقديم المساعدة إلى الأونروا المسؤولة عن تعليم 500 ألف تلميذ فلسطيني في مخيمات اللاجئين، وأوقفت المساعدة المقدمة إلى مستشفى أوغوسطا فيكتوريا في القدس الشرقية، المستشفى الوحيد الذي لديه مركز لمعالجة مرضى السرطان.

وعندما سألته الصحيفة عن المسؤول عن هذا الموقف الأميركي أجاب عريقات: "شلدون أدلسون الشخص الذي يوزع صحيفة "يسرائيل هَيوم" مجاناً. أدلسون أخذ تحت رعايته ديفيد فريدمان وكوشنير، ولهؤلاء الأشخاص أيديولوجيا تعتبر أن هذه الموضوعات تقررها قوة إلهية." وعن صفقة القرن قال: "لا يوجد شيء جيد في الصفقة. قرأت كل كلمة فيها. المشكلة المركزية أن المستوطنين لا يريدون أن يروا الفلسطينيين. وهم يرغبون في إضافة بند آخر إليها، هو كيف يقومون بترحيلنا. إذا انتُخب ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر، ربما سيضيف هذا البند. المستوطنون لا يريدون وجود فلسطينيين من حولهم." وقال عريقات أنه بذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق السلام، وهو لا يندم على شيء. وشدد في نهاية المقابلة على أنه إذا لم يتحقق السلام والأمن للفلسطينيين فإن إسرائيل لن تعيش بأمان.