ثمن خضوع نتنياهو للحريديم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • % من المصابين بالكورونا هذا الأسبوع كانوا من الحريديم. تقريباً ثلاثة أضعاف نسبة عددهم من مجموع السكان. حجم الفحوص الإيجابية وسطهم يصل إلى قرابة 26%. ربما واحد من كل 4 حريديم يحمل الفيروس. عدوى القطيع الجماعية هذه هي الآن محرك انتشار الوباء في إسرائيل. وإلى حد بعيد، بسبب التفشي السريع وسط المجتمع الحريدي، دخلت إسرائيل كلها في مرحلة إغلاق محكم ليس من المعروف متى تنتهي.
  • يجب ألّا نتهم فقط الحريديم. نمط حياتهم يجعل من الصعب جداً كبح الوباء: عائلات كثيرة الأولاد تعيش في منازل مكتظة، دراسة مشتركة لعشرات الآلاف من شبان اليشيفوت [المدارس الدينية] في أماكن مغلقة، صلوات جماعية. هم بحاجة إلى مساعدة كبيرة لمواجهة التهديد الصحي. بالإضافة إلى ذلك، جزء كبير من ازدياد أعداد المرضى ناجم عن عدم الانصياع إلى التعليمات، وعدم الخروج عن نمط حياتهم الجماعية من أجل كبح الوباء. أصر الحريديم ويصرون على الاستمرار في إقامة شعائر العيد، على الرغم من أنه من الواضح أن المقصود شعائر خطرة جداً في هذا الوقت بالذات. هم أصروا ويصرون على مواصلة الدراسة في اليشيفوت/ التي تحولت عملياً إلى حاضنة للكورونا. كثيرون منهم لا يحافظون على التباعد الاجتماعي، يسمعون تعليمات الأدمور [كبير الحاخامين] من بلعاز وليس تعليمات الدولة.
  • هذا السلوك الشائن هو نتيجة خضوع حكومات إسرائيل للمجتمع الحريدي سنوات طويلة وسماحها له بالتصرف كدولة داخل الدولة. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حوّل هذا الخضوع التاريخي إلى استراتيجيا سياسية تضمن بقاءه في الحكم. نتنياهو خرّب، نظرياً وعملياً، كبح الوباء عندما خضع لرؤساء السلطات الحريدية ورفع الإغلاق عن المدن الحمراء [التي تشهد أكبر عدد من الإصابات]، وأيضاً من خلال التوجه الذي أدى إلى التساهل مع الحريديم إزاء مخطط استمرار الدراسة في اليشيفوت الذي كان موضع خلاف.
  • ليس لدى نتنياهو قدرة سياسية وأخلاقية للوقوف في وجه الحريديم، أيضاً عندما يكلف هذا العصيان حياة الإنسان. هذا جانب آخر لفشله الكارثي في معالجة أزمة الكورونا، وسبب إضافي لعدم أهليته لأن يكون رئيساً للحكومة.