كشفت وثائق جديدة تتعلق بحرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشرها هذا الأسبوع، أن رئيس جهاز الموساد خلال الحرب تسفي زامير أكد أن "معلومة ذهبية" قدمها مسؤول مصري رفيع المستوى جنّده الموساد غيرت مسار الحرب لمصلحة إسرائيل.
وأوضح زامير أن هذه "المعلومة الذهبية" جاءت في أثناء اجتماع وصفه بأنه مصيري عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون الحرب يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقيادة رئيسة الحكومة آنذاك غولدا مئير، بعد ستة أيام على اندلاع الحرب. وأضاف: "كانت توقعات وزير الدفاع موشيه دايان بالغة القتامة والسوداوية بشأن مستقبل الحرب، ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يضطر إلى الانسحاب والدفاع عن تخوم تل أبيب. وفجأة بعد أن ساد التشاؤم الاجتماع رن الهاتف وطُلب مني أن أرد عليه، فخرجت مسرعاً وعدت بعد ساعة، وبلّغت مئير والوزراء بأن مسؤولاً مصرياً رفيعاً يعمل عميلاً لدى الموساد اتصل قبل قليل وزود ضابط الموساد المشرف على تشغيله بتفصيلات الخطة الهجومية المصرية المستقبلية، التي كان يفترض أن تبدأ بعد يوم. وأظهرت المعلومات أن لدى المصريين نية تنفيذ عمليات هجومية في عمق سيناء، إلى جانب أن المسؤول المصري العميل قدم معلومات وافية عن تفصيلات وآليات تنفيذ هذه العمليات، وبلّغ بأن أهم بنود الخطة المصرية تنص على إنزال مظليين مصريين بأعداد كبيرة من خلال مروحيات في محيط مواقع عسكرية إسرائيلية مهمة في عمق سيناء والقضاء عليها."
وتشير الوثائق إلى أن المسؤولين الإسرائيليين شددوا على أن هذا العميل ليس أشرف مروان صهر الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، مع تأكيدهم مجدداً أن مروان كان أيضاً عميلاً للموساد وزود إسرائيل بمعلومات بالغة الأهمية والخطورة قبل الحرب وخلالها وبعدها، كما أنه بلّغ بموعد الحرب قبل يومين من اندلاعها.