معسكر الاستقرار يتعزز
تاريخ المقال
المصدر
- يُعتبر توقيع اتفاقات السلام بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين علامة تاريخية فارقة - لكنها تشير أيضاً إلى استكمال عملية قائمة (مشابهة للسلام مع الأردن في سنة 1994)، وليست منعطفاً دراماتيكياً من نوع زيارة السادات إلى إسرائيل في سنة 1977.
- لقد تحولت إسرائيل منذ بداية العقد الماضي إلى جزء لا يتجزأ مما يمكن تسميته "معسكر الاستقرار" في منطقتنا - الذي يضم معظم دول الخليج؛ ومصر؛ والأردن؛ والمغرب؛ والجزء الشرقي من ليبيا؛ وحتى السلطة الفلسطينية في رام الله. يقف هذا المعسكر في مواجهة ثلاثة معسكرات: الأول، معسكر إيران الشيعية - الذي يضم التنظيمات الدائرة في فلكها، في لبنان (حزب الله)، (الحوثيون) في اليمن، والأسد في سورية، ومعظم ميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق. المعسكر الثاني، هو معسكر تركيا وقطر شريكتها في تحركاتها وتطلعاتها، والداعم للقوى المتماهية مع الإخوان المسلمين. المعسكر الثالث هو المعسكر الجهادي السلفي من نوع داعش والقاعدة.
- الموقف المشترك في مواجهة إيران وأطماعها الانقلابية أوجد تواصلاً بين إسرائيل والسعودية وجيرانها قبل أكثر من عقد: خلال الولاية الثانية لإدارة الرئيس أوباما تعزز الإحساس بالشراكة، لأن إسرائيل، مثل دول الخليج، نظرت بقلق إلى الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع طهران في الموضوع النووي. لقد تعلمت هذه الدول تقدير إسرائيل، سواء بسبب موقفها العلني، أو بسبب عملها المتواصل ضد وضع يد إيران على سورية.
مؤخراً أضيف إلى ذلك التحدي التركي أيضاً. تشعر الإمارات، وإلى حد بعيد البحرين، بالقلق إزاء ازدياد تأثير الإخوان المسلمين، وفي هذا الإطار، إزاء نشاطات تركيا وقطر في المنطقة. خلال السنة الأخيرة شهدنا مواجهة بين تركيا وبين مصر واليونان بشأن ترسيم "المياه الاقتصادية الخالية في البحر المتوسط"، إسرائيل وقفت إلى جانب مصر، وإلى جانب أصدقائها في الخليج (السيسي بارك الانعطافة!). لعبة المعسكرات تتواصل بكل قوتها: لكن بفضل الاحتفال في البيت الأبيض فإن صفوف معسكر الاستقرار تقوى وتتعزز.